ما هي طبيعة التفكير الإبداعي
ما هي طبيعة التفكير الإبداعي وما هو مفهوم التفكير الإبداعي واهم المعلومات عنه سنتعرف عليها بالتفصيل في هذه السطور التالية.
محتويات الموضوع
ما هي طبيعة التفكير الإبداعي
يُقصد بالتفكير الإبداعي، النظر للأمور بطريقة جديدة. ولعلّ أنسب تعريف له هو: “التفكير خارج الصندوق”. ويتضمّن التفكير الإبداعي في هذه الحالة ما يسمّى بـ lateral thinking أو التفكير الجانبي، وهو القدرة على ملاحظة أنماط وأمور غير واضحة للعيان. إذ نرى مثلاً كيف تمكّن شيرلوك هولمز من استخدام هذا النوع من التفكير في إحدى قصصه الشهيرة، حيث تمكّن من إدراك أنّ عدم نباح الكلب هو مفتاح مهمّ لحلّ جريمة قتل.
وهكذا، فالأشخاص المبدعون يمتلكون القدرة على إيجاد طرق جديدة لإنجاز المهام الموكلة إليهم، وحلّ المشاكل التي تعترضهم والتحديات التي تواجههم، فيجلبون بذلك منظورًا جديدًا وغير اعتيادي لأعمالهم. الأمر الذي يسهم في تطوّر المؤسسات والأقسام داخل الشركات لتأخذ منحى أكثر إنتاجية. ولهذا تعدّ مهارات التفكير الإبداعي من السمات المميزة التي يبحث عنها أرباب العمل.
أنواع التفكير الإبداعي
- الإدراك والتعاطف
قد تشعر بالدهشة من أن الإدراك والتعاطف من مهارات التفكير الإبداعي، كونك مدركاً ومتعاطفاً يعمل جنباً إلى جنب مع التفكير الإبداعي، أن تكون قادراً على قراءة الحالة المزاجية للاجتماع أو المناقشة التي تجريها مع الناس يمكن أن يساعدك كثيراً. - التحليل
تساعدنا المهارات التحليلية في فهم العديد من المواقف الأخرى خارج البيئة الاجتماعية، إن القدرة على قراءة النص أو البيانات وفهم أعمق لما تعنيه سوف يخدمك بعدة طرق.
إن الخطوة الأولى هي القدرة على استيعاب المعلومات واستيعابها بطرق مختلفة، غالباً ما تكون القدرة على تحليل المعلومات هي الخطوة الأولى في عملية التفكير الإبداعي. - الانفتاح
بمجرد أن تأخذ المعلومات، فمن المهم أن يكون لديك عقل متفتح، هذا يعني أنك بحاجة إلى تنحية تحيزاتك أو افتراضاتك جانباً وتشجيع نفسك على النظر إلى المشكلة بطريقة جديدة.
التحيزات والافتراضات هي بعض الحواجز العقلية التي ستواجهها، لكن بالنظر إلى الحواجز الأخرى، فإنها غالباً ما تنبع من هذا النوع من التفكير، طريقة تفكيرك الصارمة مثلاً، أو التقيد بالتفكير في مشكلة بشكل منطقي للغاية أو أن التفكير الإبداعي يخالف القواعد بطريقة ما.
هذه مقيدة لأننا نعلم أن امتلاك عقل متفتح هو النجاح بعينه، كان على كل رائد أعمال ناجح في العالم، أن يكسر القواعد في مرحلة ما من حياته، خذ بعين الاعتبار ريتشارد برانسون أو إيلون ماسك اللذين أحدث عملهما ثورة أو خلق صناعة جديدة تماماً، كل ذلك لأنهم لم يتراجعوا عما كانت عليه الأمور، يمكنك أن تفعل الشيء نفسه داخل مجموعتك بطريقة ما. - النظام
آخر شيء يربطه الناس بالمفكرين المبدعين هو أنهم منظمون أكثر من غيرهم، بينما نفكر في أن العقول العظيمة بها غرف أو مكاتب فوضوية، فإن هذا ليس هو الحال على الإطلاق.
يلعب التنظيم دوراً مهماً في التفكير الإبداعي، لأنه يسمح لك بتنظيم أفكارك بشكل أفضل، بل إنه يساعد أيضاً في تقديمه بشكل جديد ومختلف. عندما نقدم أفكاراً يكون الأمر مشابهاً للخطاب، يجب أن يكون هناك هيكل ورؤية وأن يكون من السهل متابعتها وفهمها.
علاوة على ذلك، إذا أعطيت فكرتك الضوء الأخضر، فستحتاج إلى تشكيل خطة عمل وتحديد الأهداف وتحديد مواعيد نهائية محددة، كونك منظماً سيبقيك مستعداً لأي شيء تقريباً. - الاتصالات
يلعب التواصل دوراً حيوياً في التفكير الإبداعي أيضاً، لا يمكنك بيع فكرة لمجموعة أو فرد إذا لم تستطع التواصل بشكل فعال، هذا ينطبق على كل من مهارات الاتصال الكتابي واللفظي.
يعود هذا إلى التعاطف قليلاً من حيث أنك بحاجة إلى فهم الموقف الذي تعيش فيه، وهذا يعني أنك بحاجة لتكون مستمعاً جيداً وأن تكون قادراً على طرح الأسئلة الصحيحة. - تشريح الأفكار
المهارة الأخيرة التي تكون من أهم أنواع مهارات التفكير الإبداعي، هي مهارة صعبة ولكن يمكن أن تؤتي ثمارها بعدة طرق، يعني التفكير الإبداعي أحياناً أخذ فكرتين ودمجهما.
هذا يساعد لأنه في معظم الحالات قد لا تتمكن الأفكار في شكلها الأساسي من تلبية الهدف أو المشكلة الأصلية، هذا وربما تكون الفكرة مريعة تماماً، لكن هناك بعض المعلومات الجيدة فيها.
تعد القدرة على النظر إلى الأفكار والقدرة على تفكيكها وتشريحها والاندماج مع الأفكار الأخرى مهارة رائعة، يجب امتلاكها، ويمكن أن يساعد هذا بسهولة في حل النزاعات والمساعدة في إيجاد حل وسط.
مراحل التفكير الإبداعي
- الإعداد أو التحضير
المشكلات هي وقود الإبداع، ولكي نبدع فكرة جديدة يكون لزامًا علينا أن نكتشف مشكلة ما في المجتمع الذي نعمل فيه، ثم نحاول أن نقدم لها حلًا رائدًا وغير تقليدي. إن هذه المرحلة يمكن النظر إليها باعتبارها عملية الإعداد المعرفي، والعصف الذهني قبل أن نقرر خوض غمار التطبيق الفعلي لما تمخض عن أذهاننا من رؤى وتصورات. - مرحلة الاختمار
هذه هي المرحلة التالية لجملة عمليات مرهقة ومربكة، يعتريها الخوف والقلق، واختبار الكثير من المعلومات التي تم جمعها أو الحصول عليها حول المشكلة التي يتم فحصها، والعمل على اختراع حل مبتكر لها.
وبعد كل المعلومات التي يتم الحصول عليها واختبارها، علينا استثناء أو استبعاد الكثير من المعلومات غير المهمة، أو التي لا تنطوي على أهمية تُذكر للمشكلة التي نحاول حلها عبر هذا التفكير الإبداعي. وفي النهاية نكون توصلنا إلى ما هو نافع أو مفيد من هذا الكم الهائل من المعلومات، وهي نفسها المعلومات التي نتركها لتأخذ حقها في الكمون والاختمار. - مرحلة الإلهام
تلك هي المرحلة التي تشرق على العقل فيها شمس الفكرة الجديدة، أي أنها لحظة إلهام أولية حول فكرة جديدة لم تكن موجودة أو معروفة من قبل، ولكنها تعتمد، وبشكل أساسي، على ما تم جمعه والحصول عليه من معلومات في المرحلة السابقة.
وهذه الفكرة الجديدة هي نفسها التي تعد بالخروج من المأزق الراهن الذي نحاول عبر تفكيرنا الإبداعي تجاوزه وتخطيه، وتقديم حل مبتكر لهذه المشكلة التي تؤرق هذا المجتمع أو ذاك. - مرحلة التحقيق
ليس كافيًا أن نعثر _عبر الإلهام_ على فكرة جديدة أو مبتكرة، وإنما لا بد من وضع هذه الفكرة على منضدة النقد، والتأكد من مدى جديتها، والتحقق من أنها تصلح بالفعل لحل هذه المشكلة.
لكن هذا لن يكون إلا عبر تجريب هذه الفكرة الجديدة أو مجموعة الأفكار الجديدة التي تم الحصول عليها من خلال الإلهام؛ فعبر هذا التجريب يمكن لنا التأكد الفعلي من جدواها.
بين دور التفكير الناقد والإبداعي في تطور الفكر الإنساني وتجديده
يساهم التفكير الإبداعي في إيجاد الحلول الكثيرة لأي مشكلة من المشكلات، فهو تفكير متحرر من كل الصناديق والقيود التقليدية ومتَّحد مع الملكة الإبداعية الفطرية.
قارن بين التفكير الناقد والتفكير الإبداعي
- يُقصد بالتفكير الإبداعي، التفكير بأفكار جديدة لم يسبق لأحد أن فكر بها مسبقًا، فعندما نقول إن الفكرة الفلانية فكرة خارج الصندوق، نقصد بها أنها فكرة إبداعية جديدة، ومن سمات الفكر الإبداعي أنه لا يهتم بالعوائق أو الحدود التي تحد هذه الفكرة، ويعتمد أساسًا على خيال الشخص
- لأن الأفكار الإبداعية تقوم على مبدأ تخيل أفكار جديدة مع عدم الاهتمام بالحدود التي تمنع حدوثها، أيضًا يتسم التفكير الإبداعي بكونه غير انتقائي، أي أن العقل حر في التفكير بأي شيء دون الاهتمام للقواعد والأسس، ويمكن تطبيق هذا النوع من الفكر على مجالات متعددة مثل الشعر والرسم وصناعة الأفلام وغيرها من مجالات الفنون التي تستخدم الخيال كمبدأ أساسي في تقديم العمل.
- ويقف على النقيض تمامًا؛ التفكير الناقد، فهو لا يستند إلى توليد أفكار جديدة خارج الصندوق، بل يمكن اعتباره تفكيرًا تحليليًا، حيث يمكن تحليل جميع الأفكار المنطقية المطروحة والاختيار من بينها على أسس منطقية وواقعية، وبالتالي فهو انتقائي، حيث يكون الشخص به ملزمًا باتخاذ بعض الخيارات في الحسبان دون الأخذ بخيارات أخرى.
- ولفهم معنى التفكير الناقد بشكل أفضل، لنفترض أن هناك شركة تود تحسين جودة المنتجات التي تنتجها وتحسين خدمة العملاء، هنا ستستخدم الشركة التفكير الناقد عن طريق تحليل العوامل التي تحكم عملية إدارة الشركة في عملية التقييم بدلاً من استخدام التخيل لحل المشاكل
- حيث سيكون التفكير تحليليًا، ويقسم مفهومًا معينًا أو مشكلة معينة إلى أجزاء مختلفة لتحليلها وإيجاد الحلول المنطقية لها، يتضمن ذلك الإيجابيات والسلبيات، ومن ثم اتخاذ القرار المناسب بناءً على عدة معايير أخرى.[