انتقام الله من الظالم في الدنيا
انتقام الله من الظالم في الدنيا كما سنتعرف على آيات انتقام الله من الظالمين وهل ينتقم الله من الظالم في الدنيا ابن باز وماذا يفعل الله في الظالم وعلامات الشخص الظالم ولماذا يمهل الله الظالمين كل ذلك في هذا المقال.
محتويات الموضوع
انتقام الله من الظالم في الدنيا
يكون انتقام الله من الظالم على أربعة مراحل كما يلي:
- الإملاء هو الإمهال فقد جاء في قوله تعالى: «وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ»، أى أن الله يُمهلُ الظالم لعله يرجع عن ظلمه ويتوب عنه.
- الاستدراج «سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ» وليس الاستدراج أن تضيق الدنيا على الظالم، ولكن قد يفتحُ الله للظالم أبواباً ويُعطيه من ملذَّات الدنيا وأكثر مما يستحقُّ وفوق ما يتصوَّر.
- التزيين «وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ»، وفي هذه المرحلة يموت قلب الظالم ويرى كل قبيحٍ يفعله جميلاً، لا يعود لديه إحساسٌ بالذنب، وموتُ قلبه لا يجعل فيه حياةً ليلومه على أفعاله بعد ذلك.
- الأخذ «وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ» وفي هذه المرحلة ينزل انتقام الله من الظالم وعقوبته ، وكما هو وارد في هذه الآية الكريمة؛ تكون العقوبة أليمةً وشديدةً؛ حتى يعرف الظالم شرَّ ما اقترفت يداه.
آيات انتقام الله من الظالمين
- من ايات انتقام الله من الظالم مِن قَبْلُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَأَنزَلَ الْفُرْقَانَ ۗ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ ﴿٤ آل عمران﴾
- اللَّهُ عَمَّا سَلَفَ ۚ وَمَنْ عَادَ فَيَنتَقِمُ اللَّهُ مِنْهُ ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو … ﴿٩٥ المائدة﴾
- من ايات انتقام الله من الظالم فَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ ﴿٤٧ ابراهيم﴾
- وَمَن يَهْدِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّضِلٍّ ۗ أَلَيْسَ اللَّهُ بِعَزِيزٍ ذِي انتِقَامٍ ﴿٣٧ الزمر﴾
- فَانتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ ﴿١٣٦ الأعراف﴾
- من ايات انتقام الله من الظالم فَانتَقَمْنَا مِنْهُمْ وَإِنَّهُمَا لَبِإِمَامٍ مُّبِينٍ ﴿٧٩ الحجر﴾
- وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ رُسُلًا إِلَىٰ قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَانتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا ۖ وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ ﴿٤٧ الروم﴾
- فَانتَقَمْنَا مِنْهُمْ ۖ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ ﴿٢٥ الزخرف﴾
- فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ ﴿٥٥ الزخرف﴾
ماذا يفعل الله في الظالم
الظلم من أقبح الكبائر، وهو ظلماتٌ يوم القيامة كما قاله النبيُّ ﷺ، قال: اتَّقوا الظلم، فإنَّ الظلم ظُلمات يوم القيامة، وقال عليه الصلاة والسلام: يقول الله : يا عبادي، إني حرمتُ الظلم على نفسي، وجعلتُه بينكم محرَّمًا، فلا تظالموا، ويقول الله في القرآن الكريم في سورة الفرقان: وَمَنْ يَظْلِمْ مِنْكُمْ نُذِقْهُ عَذَابًا كَبِيرًا [الفرقان:19]، ويقول: وَالظَّالِمُونَ مَا لَهُمْ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ [الشورى:8].
فالظلم شرُّه عظيم، وعاقبته وخيمة.
ويقول النبيُّ ﷺ: كل المسلم على المسلم حرام: دمه، وماله، وعِرْضه، ويقول ﷺ في حجّة الوداع: إنَّ دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرامٌ كحُرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا.
فالوالي عليه أن يتَّقي الله في الرعية، ويُحسن إليها، وأن يُؤدّبها إذا زلَّت وأخطأت، ويُوجّهها إلى الخير، ويأخذ على يد السَّفيه حتى يستقيم، فهو طبيبٌ لهم، ومُؤدِّبٌ لهم، فمَن أساء وجب أن يُوجَّه إلى الخير، وأن يُؤدَّب إذا دعت الحاجةُ إلى تأديبه حتى يستقيم، وحتى يدع العوج والأخلاق الذَّميمة، والتي تجرُّه إلى أسوأ حالةٍ، وإلى عواقب وخيمةٍ، وولي أمره يُلاحظ ذلك منه، ويُعينه على الخُلق الكريم، ويردعه عن الخلق الذَّميم، فإذا كان التأديب في محلِّه؛ لأنَّ الطالب أساء، ولم تنفع فيه النَّصيحة القولية، فالوالي عليه أن يُؤدّب: المدرس والرئيس عليهما أن يُؤدِّبا بما يريانه رادعًا، وهكذا السلطان والأمير وغير ذلك ممن لهم رئاسة، عليهم أن يعملوا ما فيه الصالح لمرؤوسيهم: بالنَّصيحة تارةً، وبالتأديب تارةً
لماذا يمهل الله الظالمين
قال تعالى: “وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ” سورة إبراهيم – آية 42 – مكية.
يخبرنا الله تعالى فى هذه الآية الكريمة، أنه تعالى لا يتغافل ولا ينسى ما يفعله الظالم ولكنه يتركه ويمهله حتى تكثر عليه ذنوبه ثم بعد ذلك إذا جاء وقت الحساب سيحاسبه على كل أفعاله وأقواله وسيجزيه بما يستحقه من عقاب على ظلمه.
معنى الآية: أي لا تظن – من الحُسبان وهى نسبة كلامية غير مجزوم بها ولكنها راجحة- أن الله غافل- فالغفلة التي ينفيها الله عنه هي السهو عن أمر لعدم اليقظة أو الانتباه – وهنا يخاطب الله سبحانه رسوله والمؤمنين معه أن الذي يفعل ظلما سيتلقى عقابا عليه وحين يتأخر العقاب يتساءل الذين رأوا فعل الظلم هل تم نسيان الظلم الذي ارتكبه فلان؟ هل هناك غفلة في الأمر؟ وهم في تساؤلاتهم هذه يريدون أن يعلنوا موقفهم من مرتكب الذنب وضرورة عقابه.
وتوضح الآية الكريمة أنه ليست هناك غفلة ولكن هناك تأجيل للعقوبة لهؤلاء الظالمين، ذلك أن الظلم يعني أخذ حق من صاحبه وإعطاءه للغير أو أخذه للنفس، وإذا كان الظلم في أمر عقدي، فهو الشرك وهو الجريمة العظمى وإن ظلمت في أمر كبيرة من الكبائر فهذا هو الفسق، وإن ظلمت في صغيرة فهو الظلم.
متى ينصر الله المظلوم في الدنيا؟
نصر الله للمظلوم في الدنيا وعدٌ حقٌ لا مفر منه، لكنّ تحقيق ذلك النصر له ضوابط وشروط يجب مراعاتها:
- الإيمان بالله تعالى:
يجب على المظلوم أن يكون مؤمنًا بالله تعالى إيمانًا راسخًا، وأن يثق بأن الله تعالى لن يضيع حقه، وأن نصره قادمٌ لا محالة، سواءٌ في الدنيا أو في الآخرة. - الصبر:
يجب على المظلوم أن يتحلى بالصبر، وأن لا يستعجل نصر الله تعالى، فالله تعالى يمهل الظالم ولا يُهلكه، لكنّه لا يضيع حق المظلوم أبدًا. - الدعاء:
يجب على المظلوم أن يدعو الله تعالى بكثرة، وأن يطلب منه النصر والعدل، وأن يُلحّ في دعائه دون يأسٍ أو قنوط. - السعي في سبيل الله تعالى:
يجب على المظلوم أن يسعى في سبيل الله تعالى، وأن يُقاوم الظلم بشتى الوسائل المشروعة، وأن لا يستسلم للظالمين. - التوكل على الله تعالى:
يجب على المظلوم أن يتوكل على الله تعالى، وأن يُسلم أمره إليه، وأن يُؤمن بأن الله تعالى هو خير حافظٍ وخير وكيل.
علامات سقوط الظالم
هناك بعض العلامات التي قد تدل على قرب سقوط الظالم، ومنها:
- ازدياد الظلم والفساد: كلما ازداد ظلم الظالمين، كلما اقترب موعد سقوطهم، فالله تعالى لا يُحب الظلم، ولا يُمكنه أن يُبقي على ظالمٍ يُفسد في الأرض ويُجحف بحقوق العباد.
- ضعف إيمان الظالمين: غالباً ما يكون الظالمون ضعفاء الإيمان، ولا يُبالون بحقوق العباد، ولا يُخافون من الله تعالى، وهذا الضعف في الإيمان يُعدّ من أمارات سقوطهم.
- التفرق والانقسام بين الظالمين: غالباً ما ينقلب الظالمون على بعضهم البعض، ويُصبحون متفرقين ومختلفين، وهذا التفرق والانقسام يُعدّ من علامات ضعفهم، ويُمهّد الطريق لسقوطهم.
- دعاوي المظلومين: إنّ دعوات المظلومين مُستجابةٌ عند الله تعالى، فالله تعالى لا يُضيّع دعاء عباده المظلومين، ودعاؤهم يُعدّ من أسباب نصرهم على الظالمين.
- ظهور بوادر النصر للمظلومين: قد يرى المظلومون بعض بوادر النصر، مثل ظهور أشخاصٍ يُدافعون عنهم، أو حدوث أحداثٍ تُضعف الظالمين، وهذا يُعدّ من علامات قرب نصرهم.