طريقة صلاة الجنازة
طريقة صلاة الجنازة، وكيفية صلاة الجنازة في المذاهب الأربعة، وشروط صلاة الجنازة، وماذا يقرأ في صلاة الجنازة، وأحكام الجنائز، نتناول الحديث عنهم بشيء من التفصيل عبر السطور التالية.
محتويات الموضوع
طريقة صلاة الجنازة
الصلاة على الجنازة فرض كفاية: ( إذا قام به البعض سقط عن الآخرين ) أي يكفي أن يقوم به بعض المسلمين، ويسن أن يقوم الإمام عند رأس الرجل متجهاً إلى القبلة، وعند وسط المرأة، لفعله صلى الله عليه وسلم، ومن السنة أن يتقدم الإمام على المأمومين، ولكن إذا لم يجد بعض المأمومين مكاناً فإنهم يصفون عن يمينه وعن يساره، كما يسن أن يرفع المصلي يديه مع كل تكبيرة، لفعله صلى الله عليه وسلم، ويكبر الإمام أربع تكبيرات، كالآتي:
– التكبيرة الأولى:
بعد التكبيرة يقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم – يقرأ سورة الفاتحة، وهناك إشارة إلى عدم مشروعية دعاء الاستفتاح، وهو مذهب الشافعية وغيرهم، وقال أبو داود في المسائل ” ( 153 ): سمعت أحمد سئل عن الرجل يستفتح على الجنازة: سبحانك اللهم وبحمدك …؟! قال: ما سمعت “.
– التكبيرة الثانية:
بعد التكبيرة الثانية يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم كما يفعل في التشهد، أي يقول: ( اللّهمَّ صل على محمدٍ وعَلَى آلِ محمدٍ كما صليتَ على إِبراهيمَ وعلى آلِ إبراهيمَ إنكَ حَميدٌ مَجيد، اللّهمَّ بارك على محمدٍ وعلى آلِ محمدٍ كما باركتَ على إِبراهيم وعلى آلِ إبراهيمَ إِنَّكَ حَميدٌ مَجيد )، وإن اقتصر على قوله: ( اللهم صلِّ على محمد ) فإنه يجوز.
– التكبيرة الثالثة:
بعد التكبيرة الثالثة يدعو للميت بما ورد من أدعية، ومن ذلك قول:
( اللهمَّ اغْفِرْ لَهُ وَارْحَمْهُ وَعافِهِ وَاعْفِ عَنْهُ، وَأَكْرِمْ نَزْلَهُ وَوَسِّعْ مَدْخَلَهُ وَاغْسِلْهُ بالماءِ والثلج وَالبَرَدِ، وَنَقِّهِ مِنَ الخطايا كما نَقَّيْتَ الثَّوْبَ الأبْيَضَ مِنَ الدَّنَسِ، وَأَبْدِلْهُ داراً خَيراً من دارِه وَأَهْلاً خَيْراً مِنْ أَهْلِهِ، وَزَوْجَةَ خَيْراً مِنْ زَوْجِهِ، وَأَدْخِلْهُ الجَنَّةَ وَنَجِّهِ مِنَ النّارِ، وَقِه عَذابَ القَبْرِ ) رواه مسلم وأحمد ووردت أدعية أخرى يمكن الرجوع إليها في كتب الأذكار.
– التكبيرة الرابعة:
بعد التكبيرة الرابعة يقول: (اللَّهُمَّ لاَ تَحْرِمْنَا أَجْرَهُ، وَلاَ تَفْتِنَّا بَعْدَهُ ) ذكر النووي في كتاب رياض الصالحين وقال الشيخ ابن جبرين إنه الأفضل، أو يسكت قليلاً، ثم يُسَلم عن يمينه تسليمة واحدة، لفعله صلى الله عليه وسلم، ويجوز أن يسلم تسليمة ثانية عن يساره، لورود أحاديث في ذلك.
كيفية صلاة الجنازة في المذاهب الأربعة
1. صلاة الجنازة لا تصح عند المالكية إلا بخمسة أمور وهي: النية- القيام فيها إلا لعذر- أربع تكبيرات- الدعاء بعد كل تكبيرة حتى بعد الرابعة عند الإمام اللخمي- التسليم مرة واحدة.
2. عند الحنابلة أركانها ستة، قال المرداوي في الإنصاف: وأقل ما يجزئ في الصلاة ستة أركان: النية، والتكبيرات الأربع، والفاتحة بعد الأولى، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في الثانية، والدعاء للميت بعد الثالثة، والتسليمة مرة.
3. وافقهم الشافعية في هذه الأركان؛ إلا أنهم زادوا ركنا سابعاً وهو القيام فيها بالرغم من وجود من يقول بوجوبه من الحنابلة.
4. عند الحنفية أركانها أربعة، قال الزيلعي في تبيين الحقائق شرح كنز الدقائق وهي: صلاة الجنازة أربع تكبيرات بثناء بعد الأولى، وصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بعد الثانية، ودعاء بعد الثالثة، وتسليمتين بعد الرابعة.
5. ويتبين من هذا أن قراءة الفاتحة بعد التكبيرة الأولى من صلاة الجنازة ركن عند الحنابلة والشافعية مستدلين بعموم حديث: لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب. متفق عليه، وما رواه البخاري في صحيحه أن ابن عباس قرأ بها في صلاة الجنازة، أما الدعاء فهو ركن أساسي في صلاة الجنازة عند المذاهب الأربعة كما ذكرنا.
شروط صلاة الجنازة
1. الطهارة بالماء عند وجوده، أو التيمم عند عدمه، أو الخوف من استعماله، وهو قول كافة أهل العلم.
2. وقال الشعبي، وابن جرير: الطهارة ليست من شرط صحة صلاة الجنازة، وبه قال الشيعة؛ لأن المقصود منها الدعاء.
3. وقال أبو حنيفة: (إن خاف فوتها بالاشتغال بالطهارة بالماء… تيمم لها مع وجود الماء). وقد مضى الخلاف فيها لأبي حنيفة في التيمم.
ماذا يقرأ في صلاة الجنازة
حول ماذا نقرأ في صلاة الجنازة، فبعد التكبيرة الثالثة يتم الدعاء للمتوفي بإخلاص، ويتم قراءة دعاء المتوفي كالآتي: «اللهمَّ اغْفِرْ لَهُ وَارْحَمْهُ وَعافِهِ وَاعْفِ عَنْهُ، وَأَكْرِمْ نَزْلَهُ وَوَسِّعْ مَدْخَلَهُ وَاغْسِلْهُ بالماءِ والثلج وَالبَرَدِ، وَنَقِّهِ مِنَ الخطايا كما نَقَّيْتَ الثَّوْبَ الأبْيَضَ مِنَ الدَّنَسِ، وَأَبْدِلْهُ داراً خَيراً من دارِه وَأَهْلاً خَيْراً مِنْ أَهْلِهِ، وَزَوْجَةَ خَيْراً مِنْ زَوْجِهِ، وَأَدْخِلْهُ الجَنَّةَ وَنَجِّهِ مِنَ النّارِ، وَقِه عَذابَ القَبْرِ» رواه مسلم، ويمكن الدعاء بالتجاوز عن سيئات المتوفي.
أحكام الجنائز
1- من فاتته الصلاة على الجنازة صلى عليها عند القبر قبل الدفن أو بعده؛ لما ثبت عن النبي في قصة المرأة التي كانت تنظف المسجد أنه صلى على قبرها (رواه البخاري).
2- يستحب أن يعد طعامٌ لأهل الميت؛ لأنهم مشغولون بمصيبتهم عن إِعداد الطعام.
لما روي أن آل جعفر مات عندهم ميت، فقال النبي(صلى الله عليه وسلم)«اصْنَعُوا لِآلِ جَعْفَرٍ طَعَامًا، فَإِنَّهُ قَدْ أَتَاهُمْ أَمْرٌ شَغَلَهُمْ». (رواه أبو داود).
3- البكاء على الميت بدون تسخط ولا رفع صوت ولا ندب جائز، قال -لما مات ابنه إِبراهيم-: «إِنَّ الْعَيْنَ تَدْمَعُ وَالْقَلْبَ يَحْزَنُ، وَلَا نَقُولُ إِلَّا مَا يَرْضَى رَبُّنَا، وَإِنَّا بِفِرَاقِكَ يَا إِبْرَاهِيمُ لَمَحْزُونُونَ» (رواه البخاري).