صحة حديث الحج عرفة
صحة حديث الحج عرفة سنتعرف من خلال مقالنا معلومات أكثر عن يوم عرفة وهي الحج عرفة حديث، والحج عرفة في القرآن، ولماذا الحج عرفة.
محتويات الموضوع
صحة حديث الحج عرفة
-معناه عند أهل العلم: أنه ركن أعظم في الحج، الركن الأعظم عرفة، من فاته عرفة؛ فاته الحج، فإذا أتاها يوم عرفة، يوم التاسع بعد الزوال؛ وقف فيها ما يسر الله، ولو قليلًا، أو في الليل قبل طلوع الفجر ليلة النحر، ليلة العيد؛ أدرك الحج، من الزوال إلى طلوع الفجر، يعني: بقية النهار مع الليل كله، ليلة النحر، ليلة العيد كلها موقف، فإذا وقف بعد الزوال، أو بعد العصر، أو بعد المغرب، أو بعد العشاء إلى آخر الليل؛ فقد أدرك الحج وهو محرم.
-إذا كان محرمًا ناويًا الحج؛ فإنه يكون مدركًا للحج؛ فعليه أن يأتي بالأعمال بعد ذلك، يذهب إلى مزدلفة، يبيت فيها تلك الليلة، يرمي الجمار يوم العيد، يطوف ويسعى إلى بقية أعمال الحج، وإن كان أحرم بحج وعمرة؛ عليه الهدي ذبيحة تذبح في مكة للفقراء، يعني: بقية الأعمال، لكن الركن الأعظم هو الحج عرفة من فاته عرفه؛ فاته الحج.
-والركن الثاني: الطواف، والركن الثالث: السعي، والرابع: الإحرام، كونه ينوي الدخول في الحج، أو في العمرة هذا ركن، ينوي الإحرام بالحج، هذا الركن الأول، والواجب أن يكون من الميقات الذي يمر عليه حين يأتي من بلده، أول ميقات يمر عليه؛ يحرم منه، هذا واجب عليه يحرم من الميقات، أما كونه يحرم، كونه ينوي بقلبه الحج، هذا ركن الحج، العمرة ركن العمرة.
-ثم الركن الثاني: الوقوف بعرفة، ثم الركن الثالث: الطواف بالبيت بعد النزول من عرفة، والركن الرابع: السعي في حق القارن والمفرد والمتمتع جميعًا، السعي لابد منه، لكن المتمتع عليه سعيان، السعي الأول للعمرة قبل الحج، والسعي الثاني للحج.
-أما القارن والمفرد ليس عليهما إلا سعي واحد، إذا أتيا به مع طواف القدوم؛ كفى، ولم يبق عليهما إلا طواف الحج بعد العيد، ثم طواف الوداع، نعم.
شاهد ايضا: كيفية أداء مناسك الحج للمرأة
الحج عرفة حديث
-قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” الحج عرفة ” (1) الحديث أخرجه أحمد فى مسنده ورواه أبو داود والترمزى والنسائى وابن ماجه فى السنن .. كما رواه ابن حبان والحاكم وصححاه من رواية عبد الرحمن بن يعمر الديلى (2) : أن ناساً من أهل نجد أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بعرفة فسألوه فأمر منادياً فنادى الحج عرفة .. من جاء ليلة جمع قبل طلوع الفجر فقد أدرك الحج ، أيام منى ثلاثة ، فمن تعجل فى يومين فلا إثم عليه ، ومن تأخر فلا إثم عليه ، وفى لفظ لأبى داود : الحج الحج يوم عرفة وفى رواية لأحمد : الحج حج عرفة .
-قال الترمزى : والعمل على حديث عبد الرحمن بن يعمر عند أهل العلم من أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم وغيرهم ، أنه من لم يقف بعرفات قبل طلوع الفجر فقد فاته الحج ، ولا يجزىء عنه إن جاء بعد طلوع الفجر ، ويجعلها عمرة وعليه الحج من قابل ، وعن وكيع قال : هذا الحديث أم المناسك .
وقوله صلى الله عليه وسلم : ” الحج عرفة ” قال الشيخ عز الدين بن عبد السلام : تقديره : إدراك الحج وقوف عرفة ، قال القارى : أى ملاك الحج ومعظم أركانه : وقوف عرفة ، لأنه يفوت بفواته .
أى : أن من أدرك عرفة ليلة مزدلفة قبل طلوع الفجر فقد أدرك الحج فلم يفته ، وأمن الفساد ، وعليه أن يتم أعمال الحج بعد ذلك ، والحديث دال على أن من لم يدرك عرفة قبل طلوع الفجر من يوم النحر فإنه لا حج له ، وعليه أن يتم عمرة ليتحلل من إحرامه ويحج من قابل .العبد يعتق والصبى يحتلم والصبية تحيض بمزدلفة :
-معلوم أن الحج فرض على المسلم البالغ الحر فإن حج العبد ثم أعتق أو الصبى ثم بلغ فلا تجزئه عن حجة الإسلام .
قال القرطبى : إذا أعتق العبد أو بلغ الصبى وهو محرم قبل عرفة أجزأته عن حجة الإسلام . ولو أعتق بمزدلفة وبلغ الصبى بها فرجعا إلى عرفة بعد العتق والبلوغ فأدركا الوقوف بها قبل طلوع الفجر أجزأت عنهما من حجة الإسلام ولم يكن عليهما دم .
قال الشنقيطى فى أضواء البيان : والحاصل أن الوقوف بعرفة ركن من أركان الحج إجماعاً ، وأن من جمع بين الليل والنهار من بعد الزوال فوقوفه تام إجماعاً . وإن اقتصر على الليل دون النهار فوقوفه تام ولا دم عليه عند الجمهور ، خلافاً للمالكية القائلين بلزوم الدم . وإن من اقتصر على النهار دون الليل لم يصح وقوفه عند المالكية ، وحجه صحيح عند الجمهور ، وهو الصحيح فى مذهب أحمد ، وإن كان أحمد وأبو حنيفة قالا : يلزم الدم .
-أما من اقتصر فى وقوفه على الليل دون النهار ، أو النهار من بعد الزوال دون الليل ، فأظهر الأقوال فيه دليلاً : عدم لزوم الدم . أما المقتصر على الليل فلحديث عبد الرحمن بن يعمر المذكور فى رأس المقال . حيث قال النبى صلى الله عليه وسلم : ” فقد أدرك الحج ” فهذا نص صريح على المقتصر على الليل وقوفاً ، ولا يدل على لزوم الدم ، وليس له معارض ، وعليه جمهور أهل العلم .
-أما من اقتصر فى وقوفه على النهار دون الليل فلحديث عروة بن المضرس الطائى قال : أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمزدلفة حين خرج إلى الصلاة فقلت : يا رسول الله إنى جئت من جبلى طىء أكللت راحلتى وأتعبت نفسى والله ما تركت من جبل إلا وقفت عليه فهل لى من حج ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” من شهد صلاتنا هذه ووقف معنا حتى نرفع وقد وقف قبل ذلك بعرفة ليلاً أو نهاراً فقد تم حجه وقضى تفثه ” والحديث أخرجه أحمد وأصحاب الشنن والدارمى ، وهو صحيح ، وقوله صلى الله عليه وسلم : ” فقد تم حجه ” ظاهر فى عدم لزوم الجبر بالدم . وإن خالف فى ذلك المالكية . أما من وقف نهاراً قبل الزوال ، فظاهر فعل النبى صلى الله عليه وسلم والخلفاء من بعده يبين المقصود من النهار وأنه بعد الزوال ، وهذا هو الأرجح والأحوط عند أهل العلم .
الحج عرفة في القرآن
-إن لم تخرجوا – أيها المؤمنون – للجهاد في سبيل الله لقتال عدوكم يعاقبكم الله بالقهر والإذلال وغيره، ويستبدل بكم قومًا مطيعين لله إذا استنفروا للجهاد نفروا، ولا تضروه شيئًا بمخالفتكم أمره، فهو غني عنكم، وأنتم الفقراء إليه، والله على كل شيء قدير، لا يعجزه شيء، فهو قادر على نصر دينه ونبيه من دونكم.
﴿الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ ۚ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ ۗ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ ۗ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ ۚ وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ (197)﴾
– وقت الحج أشهر معلومات، تبدأ بشهر شوال، وتنتهي بعشر ذي الحجة، فمن أوجب على نفسه الحج في هذه الأشهر وأحرم به؛ حَرُمَ عليه الجماع ومقدماته، ويتأكد في حقه حُرْمة الخروج عن طاعة الله بارتكاب المعاصي؛ لعظم الزمان والمكان، ويحرم عليه الجدال المؤدي إلى الغضب والخصومة، وما تفعلوا من خير يعلمه الله فيجازيكم به. واستعينوا على أداء الحج بأخذ ما تحتاجون إليه من طعام وشراب، واعلموا أن خير ما تستعينون به في كل شؤونكم هو تقوى الله تعالى، فخافوني بامتثال أوامري واجتناب نواهيّ يا ذوي العقول السليمة.
شاهد ايضا: كيفية الحج بطريقة مبسطة
لماذا الحج عرفة
-للوقوف على جبل عرفات حكمة لا يعلمها إلا الله، إلا أن للعلماء اجتهاد في بيانها ضمن باب الاجتهاد المشروع، حيث يقول الشيخ زكريا نور من علماء الأزهر: الحكمة من الوقوف بعرفات هو التشبه بحال الواقفين في فسيح القيامة وقد تبعث كل أمة نبيها وكل يرجو النجاة والواجب على الحاج في هذا الموطن أن يضرع إلى الله ويلجأ إليه في المغفرة ليتحقق الرجاء في الرحمة.
-وتابع: أعلم يا أخي أن من أعظم الذنوب أن يحضر الحاج عرفات ويظن أن الله لم يغفر له.. تتأهب الخلائق الوافدة للحج إلي الوقوف بعرفة وتستعد للقيام بهذه الرحلة الروحية وتتنافس في السبق إلى موقف الرضا والرحمات ومكان نزلات المنح الإلهية والعطايا الربانية فيدفعهم طمعهم إلى ساحة الكرم ويسوقون أملهم إلى حمى المضيف العظيم يرجون عطفه ويلتمسون مغفرته والقلوب إذ تستجيب لهذه الدعوة الربانية وتتهافت علي ساحة الجلال والنفحات الرحمانية فما ذلك إلا أنها ترى فيها سعادتها وحياتها وتحس الأرواح بأن فيها متعتها وأنسها وتشعر بلذة وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.
-ويقول رسول الله صلي الله عليه وسلم “الحج عرفة”، وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيها عبدا من النار من يوم عرفة وأنه يباهي بهم الملائكة” وهو أهم ركن من أركان الحج بل هو أساس الحج فأدعو الله أن يوفق حجاج بيته لتفهمها والعمل بمقتضاها.