عدد أركان الحج
عدد أركان الحج كما سنتعرف اليوم على تعريف الحج وشروطه و واجبات الحج للنساء و أركان الحج في المذهب المالكي و اركان الحج عند الاحناف .
محتويات الموضوع
عدد أركان الحج
-الحج له أركان، وله واجبات، وله أشياء مشروعة موضحة في المناسك التي كتبها أهل العلم، وقد كتبنا منسكًا مختصرًا سميناه “التحقيق، والإيضاح لكثير من مسائل الحج والعمرة والزيارة” لعلك تحصلين عليه من بعض الإخوان عندك في القصيم، وفيه بيان أركان الحج، وواجباته، وما شرع الله في ذلك، وهو كتاب -بحمد الله- مختصر، وفيه الفائدة المطلوبة.
-وأركان الحج أربعة:
الإحرام بالحج في القلب كونه ينوي الحج، والواجب أن يكون من الميقات الذي يمر عليه، والوقوف بعرفة، وطواف الزيارة، يعني: طواف الإفاضة، والسعي، هذه أربعة أركان للحج.
-وله واجبات سبعة بينها العلماء، وهي مذكورة في المنسك، وهي المناسك
أولها: الإحرام من الميقات الذي يمر عليه الإنسان، فالذي جاء من مصر يحرم من ميقات مصر من الجحفة، يعني: رابغ، والذي -من المدينة يحرم من ميقات المدينة، والذي من نجد يحرم من ميقات أهل نجد، والذي يأتي من اليمن يحرم من ميقات اليمن، كل إنسان يحرم من ميقات بلده، يجب عليه إذا مر عليه بنية الحج أن يحرم من الميقات، أو بنية العمرة كذلك.
-الثاني: كونه يقف بمزدلفة بعد انصرافه من عرفات يبيت فيها.
-الثالث: المبيت بمنى ليلة إحدى عشرة، واثنا عشرة لمن تعجل، والليلة الثالثة لمن لم يتعجل ليلة إحدى عشرة، واثنا عشرة، وثلاث عشرة.
-الرابع: رمي الجمار، هذا من واجبات الحج.
-الخامس: الحلق، أو التقصير للرجل، أو التقصير للمرأة، الحلق للرجل، أو التقصير مخير، والمرأة ليس لها إلا التقصير.
-السادس: طواف الوداع، لابد من كون الإنسان إذا فرغ من حجه يطوف للوداع عند سفره إلى بلاده.
-السابع: الوقوف بعرفة إلى الغروب، وإنه إذا وقف بعرفه نهارًا؛ يكمل إلى الغروب، هذا السابع، أما إن وقف في الليل؛ كفاه الوقوف بالليل، والحمد لله، لكن إذا وقف نهارًا؛ يلزمه أن يكمل إلى الغروب.
-فهي سبعة واجبات من ترك شيئًا منها وجب عليه دم إلا أن يكون له عذر شرعي، وهذا مبسوط في كتب المناسك وموضح.
-وهناك أشياء مشروعة للحاج من تلبية، من حين يحرم يلبي، والإكثار من ذكر الله والإكثار من الطواف إذا تيسر ذلك، وكل ما يتعلق بالمسائل الشرعية التي ينتهزها الحاج، أو المعتمر، مثل الصدقات على الفقراء، والمساكين، مثل الإكثار من قراءة القرآن، إلى غير هذا من وجوه الخير التي يفعلها في الحرم الشريف، في مكة المكرمة، أو في المدينة إذا زار المدينة.
-هذه مكملات وفيها فضل، لكن الواجبات مثلما بينا لك، والأركان كذلك، ومتى تيسر لك المنسك الذي ذكرنا التحقيق والإيضاح؛ وجدت فيه -إن شاء الله- المطلوب، نعم.
تعريف الحج وشروطه
-يُعرف الحج لغة بأنه القصد إلى الشيء المعظم، والكف، أو القصد للزيارة، أو القصد إلى كل شيء، أما اصطلاحاً؛
– فهو قصد مكان معين، وهو بيت الله الحرام، في وقت محدد، وهو أشهر الحج، لأداء مناسك معينة لها شروط وأركان معينة، ولا يصح أداء الحج دون القيام بأركانه بالترتيب
– وذلك باتفاق المذاهب الفقهية الأربعة، أو عدم توفر شروطه كاملة؛ والتي هي: الإسلام، التكليف، الحرية، الاستطاعة في المال والبدن، ووجود محرم للنساء المسلمات.
واجبات الحج للنساء
1-مابعة السنة ووقوع العمل وفق هدي النبي صلى الله عليه وسلم شرط ثان في صحة وقبول العمل؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد رواه مسلم.
وهذا يدعوك إلى تعلم أحكام الحج وفق سنة النبي صلى الله عليه وسلم مستعينة على ذلك بالكتب المفيدة التي تعتمد على الأدلة الصحيحة من الكتاب والسنة.
2-احذري الشرك الأكبر والأصغر والمعاصي بجميع أنواعها، فإن الشرك الأكبر يوجب الخروج من الإسلام وحبوط العمل والعقوبة، والشرك الأصغر يوجب حبوط العمل والعقوبة، والمعاصي توجب العقوبة.
-لا يجوز للمرأة أن تسافر للحج أو لغيره بدون محرم؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: لا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم متفق عليه.
3-المحرم هو الزوج وكل من تحرم عليه المرأة تحريما دائما بقرابة أو رضاعة أو مصاهرة، وهو شرط في وجوب الحج على المرأة، فإذا لم يكن للمرأة محرم يسافر معها لم يجب عليها الحج.
للمرأة أن تحرم فيما شاءت من الثياب من أسود أو غيره، مع الحذر مما فيه تبرج أو شهرة كالثياب الضيقة والشفافة والقصيرة والمشقوقة والمزخرفة، وكذلك يجب على المرأة الحذر مما فيه تشبه بالرجال، أو مما هو من ألبسة الكفار.
4-ومن هنا نعلم أن تخصيص بعض العامة من النساء للإحرام لونا معينا كالأخضر أو الأبيض ليس عليه دليل، بل هو من البدع المحدثة.
5-يحرم على المحرمة بعد عقد نية الإحرام التطيب بجميع أنواع الطيب، سواء كان في البدن أو في الثياب.
6-يحرم على المحرمة إزالة الشعر من الرأس وجميع البدن بأي وسيلة وكذلك تقليم الأظافر.
7-يحرم على المحرمة لبس البرقع والنقاب ، ولبس القفازين؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “لا تنتقب المرأة ولا تلبس القفازين” رواه البخاري.
8-المحرمة لا تكشف وجهها ولا يديها أمام الرجال الأجانب، متعللة بأن النقاب والقفازين من محظورات الإحرام، لأنها يمكن أن تستر وجهها وكفيها بأي شيء كالثوب والخمار ونحوهما، فقد قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: “كان الركبان يمرون بنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم محرمات، فإذا حاذونا سدلت إحدانا جلبابها من رأسها على وجهها، فإذا جاوزونا كشفناه.” رواه أبو داود وصححه الألباني في حجاب المرأة المسلمة.
9-بعض النساء إذا أحرمن يضعن على رءوسهن ما يشبه العمائم أو الرافعات حتى لا يلامس الوجه شيء من الخمار أو الجلباب، وهذا تكلف لا داعي له؛ لأنه لا حرج في أن يمس الغطاء وجه المحرمة.
10-يجوز للمحرمة أن تلبس القميص والسراويل والجوارب للقدمين، وأساور الذهب والخواتم والساعة ونحوها، ولكن يتعين عليها ستر زينتها عن الرجال غير المحارم في الحج وفي غير الحج.
11-بعض النساء إذا مرت بالميقات تريد الحج أو العمرة وأصابها الحيض، قد لا تحرم ظنا منها أن الإحرام تشترط له الطهارة من الحيض، فتتجاوز الميقات بدون إحرام، وهذا خطأ واضح، لأن الحيض لا يمنع الإحرام، -فالحائض تحرم وتفعل ما يفعله الحاج غير أنها لا تطوف بالبيت، فتؤخر الطواف إلى أن تطهر، وإن أخرت الإحرام وجاوزت الميقات بدونه، فالواجب عليها الرجوع لتحرم من الميقات، فإن لم ترجع فعليها دم لترك الواجب عليها.
12-للمرأة أن تشترط عند الإحرام إذا خافت من عدم إكمال نسكها فتقول: ” إن حبسني حابس فمحلي حيث حبستني ” فلو حدث لها ما يمنعها من إتمام الحج تحللت ولا شيء عليها.
تذكري أعمال الحج:
-أولا: إذا كان يوم التروية، وهو اليوم الثامن من ذي الحجة، اغتسلي وأحرمي ولبي قائلة: لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك.
-ثانياً: اخرجي إلى منى، وصلي بها الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر مع قصر الصلاة الرباعية ركعتين بدون جمع.
–ثالثاً: إذا طلعت شمس يوم التاسع سيري إلى عرفة، وصلي بها الظهر والعصر جمعا وقصرا في وقت الظهر، وامكثي في عرفة داعية ذاكرة مبتهلة تائبة إلى غروب الشمس.
-رابعاً: إذا غربت الشمس اليوم التاسع سيري من عرفة إلى مزدلفة، وصلي بها المغرب والعشاء جمعا وقصرا، وامكثي بها إلى صلاة الفجر، واجتهدي بعد الفجر في الذكر والدعاء والمناجاة حتى يسفر جدا.
-خامساً: انطلقي من مزدلفة إلى منى قبل شروق شمس يوم العيد، فإذا وصلت إلى منى فافعلي ما يلي:
-أرمي جمرة العقبة بسبع حصيات، وكبري مع كل حصاة.
-اذبحي الهدي بعد ارتفاع الشمس.
-قصري من كل أطراف شعرك قدر أنملة. (2 سنتيمتر تقريبا)
-انزلي إلى مكة، وطوفي طواف الإفاضة، واسعي بين الصفا والمروة سعي الحج إذا كنت متمتعة، أو لم تسعي مع طواف القدوم إذا كنت مفردة أو قارنة.
-سادساً: ارمي الجمرات في اليوم الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر بعد الزوال إذا أردت التأخر، أو الحادي عشر والثاني عشر إذا أردت التعجل، مع المبيت بمنى تلك الليالي.
-سابعاًَ: إذا أردت الرجوع إلى بلدك فطوفي للوداع، وبهذا تنتهي أعمال الحج.
-ثامنا: المرأة لا تجهر بالتلبية، بل تسر بها فتسمع نفسها ومن بجوارها من النساء، ولا تسمع الرجال الأجانب حذرا من الفتنة ولفت الأنظار إليها. ووقت التلبية يبدأ من بعد الإحرام بالحج ويستمر إلي رمى جمرة العقبة يوم النحر.
-تاسعا: إذا حاضت المرأة بعد الطواف وقبل السعي، فإنها تكمل بقية المناسك فتسعى ولو كان عليها الحيض؛ لأن السعي لا يشترط له الطهارة.
-عاشرا : يجوز للمرأة استعمال حبوب منع الحيض لتتمكن من أداء نسكها بشرط عدم حدوث ضرر عليها.
– احذري مزاحمة الرجال في جميع مناسك الحج، وبخاصة في الطواف عند الحجر الأسود والركن اليماني، وكذلك في السعي وعند رمي الجمرات، وتخيري الأوقات التي يخف فيها الزحام، فقد كانت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها تطوف في ناحية منفردة عن الرجال، وكانت لا تستلم الحجر أو الركن إن كان هناك زحام.
– ليس على المرأة رمل في الطواف ولا ركض في السعي: والرمل هو إسراع الخطا في الأشواط الثلاثة الأولى من الطواف، والركض يكون بين العلمين الأخضرين في جميع أشواط السعي، وهما سنة للرجال.
– احذري أي كتاب يحوي بعض الأدعية المبتدعة، وفيه دعاء مخصوص لكل شوط من أشواط الطواف أو السعي، وليس في ذلك دليل من كتاب أو سنة، فالدعاء مشروع في حال الطواف والسعي بما شاء الإنسان من خيري الدنيا والآخرة، وإن كان دعاء مأثورا عن النبي صلى الله عليه وسلم كان أولى.
أركان الحج في المذهب المالكي
أنواع الحج ثلاثة:
1-أولا– الحج بالإفراد:معناه: أنك حين تخرج من وطنك قاصدا مكة المكرمة، تحرم من مكان الإحرام وهو رابغ، بنية أداء فريضة الحج، وبعد الانتهاء من جميع أعمالها ومناسكها لك أن تؤدي سنة العمرة، وفي هذه الحالة لا يجب عليك شراء شاة وذبحها يوم العيد.
2-ثانيا- الحج بالتمتع:هو أن تحرم من مكان الإحرام بنية أداء سنة العمرة أولا، فإذا أتممت أعمالها تحللت ولبست ثيابك العادية، وإذا وصل صباح اليوم الثامن من ذي الحجة أحرمت من مكة بفريضة الحج وخرجت مع الحجاج إلى منى لتواصل مناسك الحج إلى آخرها، ولا يجب عليك طواف القدوم حينئذ. وفي هذه الحالة يجب عليك شراء شاة وذبحها يوم الأضحى، لأنك تمتعت بتقديم سنة العمرة على فريضة الحج، وإذا لم تستطع شراء الهدي لعجزك المادي عنه وجب عليك أن تصوم ثلاثة أيام في الحج، وسبعة إذا رجعت لبلدك.
3-ثالثا-الحج بالقران:هو أن تحرم بنية سنة العمرة وفريضة الحج في وقت واحد وعمل واحد، فإذا انتهيت من مناسك الحج تكون قد أتممت كذلك مناسك العمرة، وفي هذه الحالة يجب عليك الهدي أو الصيام كما في التمتع.
فأنت ترى أن في جميع هذه الأحوال يحرص الحاج على أداء فريضة الحج وسنة العمرة ليحصل له أجرهما وثوابهما معا.
-أركان الحج التي لا تنجبر بالدم
أركان الحج التي لا تنجبر بالدم (أي بالهدي) أربعة وهي:
1- الإحرام:وهو نية الدخول في فريضة الحج، أو سنة العمرة، مقرونة بالتجرد من المخيط، وبلباس الإحرام والتلبية والتوجه إلى مكة المكرمة.
2- السعي بين الصفا والمروة:هو المشي بينهما سبع مرات، ويكون إما بعد طواف القدوم بالنسبة للحاج، أو بعد طواف الإفاضة بالنسبة للحاج الذي لم يطف طواف القدوم، و بالنسبة كذلك للمتمتع الذي قدم سنة العمرة، وأخر فريضة الحج.
3- طواف الإفاضة:وهو الطواف الذي يطوفه الحاج يوم العيد بعد رمي العقبة، وبعد نحر الهدي إن وجب عليه، وحلق رأسه أو تقصيره (أي الأخذ والقص من جميع شعر الرأس).
4- الوقوف بعرفة: أي الحضور فيها ابتداء من الزوال إلى تحقق الغروب ولو بهنيهة، لأن الوقوف الركني يتحقق بالحضور في جزء من ليلة الأضحى. (أي في جزء من الليل، ما بين الغروب إلى طلوع الفجر).
أما الحضور بعرفة في النهار من الزوال إلى الغروب، فهو واجب ينجبر بالدم إذا لم يتمكن منه الحاج لسبب من الأسباب.
واجبات الحج
-واجبات الحج التي تنجبر بالدم تنجبر أي بشراء الهدي وذبحه، تقربا إلى الله.
وواجبات الحج التي تنجبر بالدم إذا فات الحاج واحد منها هي كالآتي:
1- التجرد من المخيط والمحيط (أي من الثياب المخيطة، والأشياء المحيطة بالعضو كالخاتم، وغيره.
2- الإحرام من الميقات المكاني المخصص لأهل كل بلد، وهو رابغ للمغاربة.
3- التلبية من بداية الإحرام إلى زوال يوم عرفة.
4- طواف القدوم، وهو الطواف الذي يطوفه الحاج بمجرد وصوله إلى مكة وهو محرم بفريضة الحج.
5- ركعتان بعد الطواف في كل من طواف القدوم، وطواف الإفاضة، وقيل: حكمهما السنية.
6- أن يكون السعي بين الصفا والمروة بعد طواف القدوم ومتصلا به بالنسبة لمن سافر من بلده إلى مكة وهو محرم بفريضة الحج.
7- الحضور بعرفة في النهار من الزوال إلى غروب الشمس.
8- النزول بالمزدلفة في الرجوع من عرفة ليلة النحر، وصلاة المغرب والعشاء فيها جمعا وقصرا للعشاء.
9- المبيت بمنى ثلاث ليال بعد يوم عرفة، أو ليلتين على الأقل: ليلة ثاني العيد، وليلة ثالث العيد، وليلة الرابع إن أراد أن يرمي الجمرات في اليوم الرابع. فإن اكتفى برمي الجمرات في اليوم الثاني والثالث فلا يحتاج إلى البقاء في منى والمبيت فيها ليلة اليوم الرابع.
10- رمي الجمار الثلاث في أيام التشريق الثلاثة بعد يوم العيد، ووقت الرمي في هذه الأيام الثلاثة يبتدئ من الزوال إلى غروب الشمس. وللحاج أن ينوي عند الإحرام أنه سيهدي هديا واحدا بذبح شاة عن كل ما يمكن أن يقع له من مخالفات أو يقع فيه من ممنوعات الحج فيجزئه ويكتفي به.
-ممنوعات الحج :
1- لبس المخيط والمحيط: فلا يلبس المحرم جبة ولا قميصا ولا برنسا ولا سروالا ولا خفا، ولا خاتما ولا عمامة من كل ما يصدق عليه أنه مخيط أو محيط.
2- ما يحصل به ترفيه البدن وتنظيفه، فلا يغطي رأسه ولا يحلق شعره ولا يقلم أظفاره، ولا يزيل الشعث والوسخ عن رأسه وبدنه ولا يستعمل الطيب في ثوبه ولا بدنه، ولا الحناء أو الدهن في رأسه، وغير ذلك من إزالة الأذى عن رأسه.
3- النساء: فلا يجوز للمحرم بحج أو عمرة أن يقرب زوجته بوطء أو لمس أو تقبيل، ولا أن يشتغل بخطبة أو زواج لنفسه أو لغيره.
4- الصيد: فلا يجوز للمحرم أن يصطاد شيئا من صيد البر ويقتله، سواء كان ماشيا أو طائرا، كان في الحرم أو في غيره، كان مما يؤكد أم لا، كما لا يجوز له قطع شجر الحرم المكي.
ويبقى الحاج وكذا الحاجة ممنوعا من هذه الأشياء إلى أن يرمي جمرة العقبة فيتحلل التحلل الأصغر، ويباح له كل شيء، ما عدا النساء والصيد، ويكره له الطيب، فإذا طاف طواف الإفاضة وسعى بين الصفا والمروة، إن لم يكن سعى بعد طواف القدوم، فإنه يتحلل التحلل الأكبر، فيباح له حينئذ كل شيء، بما في ذلك الاستمتاع بزوجته،لأنه أنهى أركان الحج كلها، ولم يبق عليه إلا رمي الجمار في أيام التشريق (أي أيام ثاني العيد، وثالث العيد ورابع العيد).
-مفسدات الحج بأحد أمور ثلاثة:
1- فوات الوقوف بعرفة، وفواته يكون بعدم التمكن من الحضور في عرفة في جزء من ليلة العيد أي ما بين المغرب إلى طلوع الفجر.
2- ترك ركن من الأركان الأخرى التي لا تنجبر بالدم حتى فات وقتها ولم يمكن تداركها.
3- وطء المحرم لزوجته قبل رمي جمرة العقبة، وقبل طواف الإفاضة، وقبل انتهاء يوم العيد فإذا وقع بعد واحد من هذه الثلاثة لا يفسد الحج كليا، وإنما عليه الهدي.
-وإذا فسد الحج لسبب من الأسباب السابقة، فعلى الحاج أن يتم حجه ويكمل مناسكه، وأن يقضي هذا الحج فورا بمجرد ما يقدر على ذلك، وأن ينحر هديا لهذا الحج الفاسد، ويؤخره إلى حجة القضاء في العام المقبل إن أمكنه الحج وتيسر له.
متى يكون الهدي واجبا على الحاج
-من أسباب وجوب الهدي:
إذا ترك الحاج واجبا من الواجبات التي تنجبر بالدم.
– إذا كان متمتعا بأن قدم العمرة على الحج، لقوله تعالى: ﴿فمن تمتع بالعمرة إلى الحج فما استيسر من الهدي﴾، وكذلك إذا كان قارنا. (أي جمع بين سنة العمرة وفريضة الحج في أعمال واحدة كما سبق تبيينه في الكلام على الإحرام بالقران).
– إذا حصل له مانع حال بينه وبين إتمام فريضة الحج، لقول الله تعالى: ﴿فإن أحصرتم فما استيسر من الهدي﴾، فإذا لم يجد ما يشتري به الهدي وينحره، فعليه صيام ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجع لبلده.
-وللحاج أن يتطوع بالهدي إذا أراد وكان موسعا عليه دون أن يكون واجبا عليه بسبب من الأسباب المذكورة، ويكون تقربا منه إلى الله بنافلة الهدي وحصول ثوابه وأجره.
-الفدية ومعناها وسببها
-الفدية هي: كفارة ما يفعله المحرم من الممنوعات، ويحصل له به ترفيه كلبس المخيط، أو تغطية الرأس أو تنظيف البدن، وإزالة الشعث واستعمال الطيب.
–وهي أنواع ثلاثة على التخيير:
-صيام ثلاثة أيام في أي مكان شاء.
-إطعام ستة مساكين، (مدين لكل مسكين).
-ذبح شاة من الضأن أو الماعز.
-دليل هذه الثلاثة قوله الله تعالى: ﴿ فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه ففدية من صيام أو صدقة أو نسك﴾.
اركان الحج عند الاحناف
-من المعلوم أنَّ فريضة الحجَّ تعدُّ الركن الخامس من أركان الإسلام، وهذه الفريضة لها عددٌ من الأركان التي لا بدَّ للحاجِّ من الإتيان بها لتكون كيفية أداء مناسك الحج عنده صحيحة، وهذه الأركان تختلف من مذهبٍ إلى آخر، وفي هذا المقال سيجد القارئ أركان الحجَّ بالترتيب في المذاهب الأربعة، كما سيتمُّ بيان حكم ترك ركنًا من أركانِ الحجِّ
– كم عدد أركان الحجِّ عند الحنفية؟
– للحجِّ ركنان اثنان عند الحنفية، وهما: الوقوف بعرفة، وطواف الإفاضة أو الزيارة، وفيما يأتي بيانهما: الوقوف بعرفة: وهو الركن الأعظم للحجِّ، ودليل ذلك قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “الحجُّ عرفاتٌ، الحجُّ عرفاتٌ، الحجُّ عرفاتٌ”،
– ولا بأس في هذا المقام من ذكر بعض التفاصيل الخاصة بهذا الركن، وفيما يأتي ذلك: زمن الوقوف: يبدأ زمن الوقوف في عرفة من حين زوال شمس يوم عرفة، حتى طلوع الفجر الصادق من يوم النحر، ولا يجزئ الوقوف قبل الزوال أو بعد طلوع الفجر.
– مكان الوقوف:
يقف الحاجُّ في أيِّ موضعٍ شاء من عرفة، باستثناء منطقة بطن عرنة؛ إذ أنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- نهى عن الوقوف في هذا الموضع؛ إذ إنَّ هذا الوادي وادٍ للشيطان.[٢] النية: ويصحُّ عندهم الوقوف في عرفة من غير نيةٍ.
– طواف الإفاضة:
وهذا هو الركن الثاني من أركان الحجِّ عند الأحناف، وما يدلُّ على ركنيته قوله -تعالى-: {وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ}،
– وفيما يأتي ذكر بعض تفاصيل هذا الركن:
وقت طواف الإفاضة:
يبدأ وقت طواف الإفاضة بعد طلوع الفجر الصادق من يوم النحر، وليس هناك وقتًا لآخره، عند أبي يوسف ومحمد، بينما ذهب أبو حنيفة إلى أنَّه مؤقتٌ بأيام النحر، ومن أخره عن ذلك وجب عليه الدم عنده.
– مكان طواف الإفاضة:
يكون الطواف حول الكعبة المشرفة وخارج الحطيم، ولو طاف بعيدًا أو قريبًا من البيت صحَّ طوافه، شريطة أن لا يكون بينه وبين الكعبة حيطان.
– كيفية الطواف:
يصحُّ طواف الحاجِّ سواء أكان ماشيًا أم محمولًا، وسواء أكان عاجزًا أم قادرًا، غير أنَّ العاجز إذا طاف به غيره لا يجب عليه شيئًا، بينما القادر إذا طاف به غيره وجب عليه الدم.
– النية:
يحتاج طواف الزيارة إلى نيةٍ ليصحْ، هذا مذهب فقهاء الحنفية، غير أنَّ القاضي في شرح الطحاوي ذهب إلى أنَّ النية عند الإحرام كافيةً.
– عدد أركان الحج عند الحنفية ركنان، وهما: الوقوف بعرفة، وطواف الإفاضة.