حكم الحج
حكم الحج كما سنتعرف اليوم على تاريخ الحج و هل يكفر الحج كبائر الذنوب؟ و ما الفرق بين الحج والعمرة؟ و فضل أداء العمرة و حكم العمرة عند الفقهاء .
محتويات الموضوع
حكم الحج
-دل الكتاب والسنة وإجماع أهل العلم على وجوب الحج على المستطيع في العمر مرة واحدة فأما الكتاب فقوله سبحانه {ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلاً } (آل عمران:97)
-وأما السنة فقد ثبت ذلك في أحاديث كثيرة منها حديث ابن عمر رضي الله عنه : ( بُني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت من استطاع إليه سبيلاً ) متفق عليه.
-ونقل الإجماع على الوجوب ابن المنذر و ابن قدامة وغيرهم
-وأما العمرة فقد اختلف العلماء رحمهم الله في حكمها، فمن قائل بأنها واجبة على من يجب عليه الحج لعدد من الأدلة منها حديث عائشة رضي الله عنها أنها قالت : ” قلت يا رسول الله: على النساء جهاد؟ قال: ( نعم، عليهن جهاد لا قتال فيه، الحج والعمرة ) رواه أحمد
-ومن قائل بأنها ليست واجبة لقوله عليه الصلاة والسلام وقد سئل عن العمرة أواجبة هي؟ فقال:( لا ، وأن تعتمروا فهو أفضل ) رواه الترمذي وغيره وقد تنازعوا في صحته .
-كما وقع الخلاف أيضاً بينهم في وجوب الحج على المستطيع فوراً أم على التراخي، والأكثر على أنه يجب على الفور فلا يجوز للعبد تأخيره إذا كان مستطيعًا لأمر الله تعالى به في قوله : {وأتموا الحج والعمرة لله } (البقرة 196) ، وقوله: {ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلاً } ( آل عمران 97) ، والأصل في الأوامر أن يلتزم بها المكلف فوراً .
تاريخ الحج
-يرجع تاريخ الحج في الإسلام إلى فترة سابقة على بعثة النبي محمد بآلاف السنين، وبالتحديد إلى عهد النبي إبراهيم الخليل. تنص المصادر الإسلامية إلى أن إبراهيم كان نازلا في بادية الشام، فلما ولد له من جاريته هاجر إسماعيل، اغتمت زوجته سارة من ذلك غما شديدا لأنه لم يكن له منها ولد فكانت تؤذي إبراهيم في هاجر وتغمه، فشكا إبراهيم ذلك إلى الله، فأمره أن يخرج إسماعيل وأمه عنها، فقال: “أي رب إلى أي مكان؟” قال: “إلى حرمي وأمني وأول بقعة خلقتها من أرضي وهي مكة”، وأنزل عليه جبريل بالبراق فحمل هاجر وإسماعيل وإبراهيم، فكان إبراهيم لا يمر بموضع حسن فيه شجر
-ونخل وزرع إلا قال: “يا جبريل إلى ها هنا إلى ها هنا” فيقول جبريل: “لا إمض لا إمض” حتى وافى مكة فوضعه في موضع البيت، وقد كان إبراهيم عاهد سارة أن لا ينزل حتى يرجع إليها، فلما نزلوا في ذلك المكان كان فيه شجر فألقت هاجر على ذلك الشجر كساء كان معها فاستظلت تحته فلما سرحهم إبراهيم ووضعهم وأراد الانصراف عنهم إلى سارة قالت له هاجر: “لم تدعنا في هذا الموضع الذي ليس فيه أنيس ولا ماء ولا زرع؟”، فقال إبراهيم: “ربي الذي أمرني أن أضعكم في هذا المكان”، ثم انصرف عنهم فلما بلغ كدى وهو جبل بذي طوى التفت إليهم إبراهيم فقال: Ra bracket.png رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ Aya-37.png La bracket.png، ثم مضى وبقيت هاجر.
-رسم عثماني للمسلمين وهم يطوفون بالكعبة بعد فتحهم مكة، ويبدو النبي محمد وقد غطي وجهه بقماش أبيض.
لما ارتفع النهار عطش إسماعيل، فقامت هاجر في الوادي حتى صارت في موضع المسعى فنادت: “هل في الوادي من أنيس؟” فغاب عنها إسماعيل، فصعدت على الصفا ولمع لها السراب في الوادي وظنت أنه ماء فنزلت في بطن الوادي وسعت فلما بلغت المروة غاب عنها إسماعيل، ثم لمع لها السراب في ناحية الصفا وهبطت إلى الوادي تطلب الماء فلما غاب عنها إسماعيل عادت حتى بلغت الصفا فنظرت إلى إسماعيل، حتى فعلت ذلك سبع مرات فلما كان في الشوط السابع وهي على المروة نظرت إلى إسماعيل وقد ظهر الماء من تحت رجليه فعدت حتى جمعت حوله رملا وكان سائلا فزمته بم -جعلت حوله فلذلك سميت زمزم، وكانت قبيلة جرهم نازلة بذي المجاز وعرفات فلما ظهر الماء بمكة عكفت الطيور والوحوش على الماء فنظرت جرهم إلى تعكف الطير على ذلك المكان فاتبعوها حتى نظروا إلى امرأة وصبي نزول في ذلك الموضع قد استظلوا بشجرة قد ظهر لهم الماء فقال لهم كبير جرهم: “من أنت وما شأنك وشأن هذا الصبي؟”، قالت: “أنا أم ولد إبراهيم خليل الرحمن وهذا ابنه أمره الله أن ينزلنا ها هنا”، فقالوا لها: “أتأذنين أن نكون بالقرب منكم؟” فقالت: “حتى أسأل إبراهيم”، فزارهما إبراهيم يوم الثالث فاستأذنته هاجر ببقاء قبيلة جرهم، فقبل بذلك، فنزلوا بالقرب منهم وضربوا خيامهم وأنست هاجر وإسماعيل بهم، فلما زارهم إبراهيم في المرة الثانية ونظر إلى كثرة الناس حولهم سر بذلك سرورا شديدا.
-عاش إسماعيل وأمه مع قبيلة جرهم إلى أن بلغ مبلغ الرجال، فأمر الله إبراهيم أن يبني البيت الحرام في البقعة حيث أنزلت على آدم القبة، فلم يدر إبراهيم في أي مكان يبني البيت، كون القبة سالفة الذكر استمرت قائمة حتى أيام الطوفان في زمان نوح فلما غرقت الدنيا رفعها الله، وفق المعتقد الإسلامي، فبعث الله جبريل فخط لابراهيم موضع البيت وأنزل عليه القواعد من الجنة، فبنى إبراهيم البيت ونقل إسماعيل الحجر من ذي طوى، فرفعه في السماء تسعة أذرع، ثم دله على موضع الحجر الأسود، فاستخرجه إبراهيم ووضعه في موضعه الذي هو فيه وجعل له بابين: بابا إلى المشرق وبابا إلى المغرب، فالباب الذي إلى المغرب يسمى المستجار، ثم ألقى عليه الشيح والأذخر وعلقت هاجر على بابه كساء كان معها فكانوا يكونون تحته، فلما بناه وفرغ حج إبراهيم وإسماعيل ونزل عليهما جبريل يوم التروية لثمان خلت من ذي الحجة، فقال: “يا إبراهيم قم فارتو من الماء”، لأنه لم يكن بمنى وعرفات ماء فسميت التروية لذلك، ثم أخرجه إلى منى فبات بها ولما فرغ إبراهيم من بناء البيت قال: ﴿رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الآخر قال ومن كفر فأمتعه قليلا ثم أضطره إلى عذاب النار وبئس المصير﴾.
-أخذ المؤمنون برسالة إبراهيم وإسماعيل ومن خلفهما من الأنبياء يحجون إلى الكعبة سنويا، واستمر الأمر على هذا المنوال حتى انتشرت الوثنية بين العرب أيام سيد مكة عمرو بن لحي الخزاعي، الذي يعتبر أول من أدخل عبادة الأصنام إلى شبه الجزيرة العربية، وغير دين الناس الحنيفي. وقام العرب مع مرور الزمن بنصب الأصنام والأوثان الممثلة لآلهتهم حول الكعبة، وأخذت بعض قبائل مكة تتاجر بها، فسمحت لأي قبيلة أو جماعة أخرى، بغض النظر عن دينها أو آلهتها، أن تحج إلى البيت العتيق. استمر بعض الأحناف والمسيحيون يحجون إلى الكعبة بعد انتشار الوثنية، وبعد بعثة محمد بتسع سنوات، أو عشر، فرض الحج على من آمن بدعوته ورسالته، وذلك في سورة آل عمران: ﴿ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا﴾. لم يحج المسلمون إلى مكة قبل عام 631، أي سنة فتحها على يد الرسول محمد، الذي دمر كافة الأصنام والأوثان، وطاف بالكعبة هو ومن معه وأدوا كافة المناسك الأخرى التي استقرت منذ ذلك الحين على هذا النحو.
هل يكفر الحج كبائر الذنوب؟
-قال الدكتور عبدالصمد محمد، أستاذ الفقة بكلية الشريعة والقانون بأسيوط جامعة الأزهر، إن الحج من أفضل الأعمال الصالحة، وأنه سبب لمحو الخطايا، وغفران الذنوب.
-ومن الأحاديث الواردة فى فضله، ما روى عن أبى هريرة رضى الله عنه قال: سئل رسول الله -صلى الله عليه وسلم: أى العمل أفضل؟ قال: “إيمان بالله ورسوله” قيل: ثم ماذا؟ قال: “الجهاد فى سبيل الله” قيل: ثم ماذا؟ قال: “حج مبرور”، وعن أبى هريرة رضى الله عنه قال: قال الرسول صلى الله عليه وسلم : “من حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه” وقوله صلى الله عليه وسلم: “الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة”.
-وأضاف عبدالصمد، أن الحج وغيره من صالح الأعمال ومن أسباب تكفير السيئات، إذا أداها العبد على وجهها الشرعى، واختلف الفقهاء فى الحج هل يكفر الكبائر أم لا؟ فذهب بعض الفقهاء إلى أن الحج المبرور يكفر جميع الذنوب؛ لظاهر الأحاديث السابقة، ذهب بعضهم إلى أن الحج لا يكفر الكبائر بل لا بد لها من توبة؛ لما فى صحيح مسلم عن أبى هريرة رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: “الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، مكفرات ما بينهن إذا اجتنب الكبائر”.
-وأما الذنوب التى تتعلق بحقوق العباد، فقال عبدالصمد إن من شروطها أن تبرأ الذمة منها، إما بردها لأصحابها وإما بتنازلهم عنها، يؤيد ذلك أن الشهادة فى سبيل الله، وهى من أعظم الأعمال الصالحة، لا تكفِّر حقوق العباد، كما ورد فى الحديث: “يغفر الله للشهيد كل شيء إلا الديْن”، وقد سئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: فيمن تركَ الصلاةَ عامدًا أو غير عامد، ووجبتْ عليه الزكاةُ ولم يُزَك، وعاق والديه، وقتل نفسًا خطأ وقد قصد الحج، فهل يسقط هذا جميعه ومظالم العباد محتجًا بقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “مَن حج هذا البيتَ فلم يَرْفُثْ ولم يَفْسُقْ خرجَ من ذنوبِه كيومِ وَلَدتْه أمُّه”؟ فأجاب “أجمعَ المسلمون أن الحج لا يسقط حقوق العباد كالدَّيْن ونحوِ ذلك، ولا يسقط ما وجب عليه من صلاةٍ، وزكاة، وصيام، وحق المقتول عليه وإن حجَّ، والصلاة التى يَجبُ عليه قضاؤُها: يجب قضاؤها وإن حج، وهذا كله باتفاق العلماء”.
-ونوه إلى قول الإمام “الترمذى” هو مخصوص يقصد حديث من حج فلم يرفث ولم يفسق بالمعاصى المتعلقة بحق الله تعالى خاصة دون العباد “وقال العلامة اللقانى فى شرحه الكبير على (جوهرة التوحيد): “إن من حج البيت فلم يرفث ولم يفسق خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه، أى سقط عنه إثم مخالفة الله تعالى، ولا يتناول ذلك حقوق الله وحقوق العباد، لأنها فى الذمة وليست ذنوبًا، وإنما الذنب المطل فى الحق فيتوقف على إسقاط صاحبه “لكن قد يكون للحج أثر فى تجاوز العباد عن حقوقهم، ومسامحتهم عنها، ويكون هذا من بركات شعيرة الحج؛ لعظم ما تتضمنه من الشعائر التعبدية وتحقيق العبودية والخضوع لله عز وجل.
-وأكد أن الحج يكفر صغائر الذنوب مطلقًا وأما الكبائر المتعلقة بحقوق الناس فإن كانت مالية كدين عليه أكله ظلمًا وعدوانًا فلا يكفره الحج ولا بد من وفاء دينه، وأما الكبائر المتعلقة بحق الله تعالى فإن كانت مثل الإفطار فى رمضان بغير عذر فيجب عليه قضاؤه ولا يكفره الحج، وإن كانت مثل تأخير الصلاة عن وقتها لغير عذر فإن الحج يكفره وعليه أن يتوب توبة صادقة.
ما الفرق بين الحج والعمرة؟
الحج
-يُعتبر الحج بأنّه من الأركان الخمسة للإسلام، وهو يتشابه في بعض أركانه مع العمرة، فهناك من يخلط بين الحج والعمرة، والحقيقة أنّ الحج أوسع وأكبر من العمرة؛ ولذلك يُعرف باسم الحجّ الأكبر، أمّا العمرة فهي أقلّ من الحج شمولاً ولذا تُسمّى حجاً أصغر. في هذا المقال سنُقدّم توضيحاً للفرق بين الحج والعمرة بشكلٍ أوضح وأشمل.
المفهوم
– الحج لغةً: هو القصد، واصطلاحاً: هو قصد بيت الله الحرام في مكة المكرمة بقصد أداء فريضة الحج.
– العمرة لغةً: هي الزيارة، واصطلاحاً: هي زيارة بيت الله الحرام في مكة المكرمة بنيّة الاعتمار.
مناسك العمرة:
– الإحرام؛ ويكون بنية الحج أو الاعتمار لبيت الله في مكة المكرمة.
– الطواف؛ وهو سبعة أشواط من الطواف حول الكعبة، تبدأ بركن الكعبة من ناحية الحجر الأسود وتنتهي به.
– السعي؛ ويكون بالسعي بين الصفا والمروة سبعة أشواط.
– الحلق أو التقصير؛ وتكون بقص الشعر كله أو بعضه.
مناسك الحج
– الإحرام؛ ويكون بنيّة الحج ولبس ملابس الإحرام.
– الطواف سبع مرات.
– السعي بين الصفا والمروة.
– الحلق أو التقصير.
وكما نلاحظ فهذه المناسك الأربعة مشتركة بين الحج والعمرة ولا تختلف فيما بينها إلا بالنية، ويزيد الحج على العمرة بالمناسك التالية:-
– الوقوف في عرفة؛ ويكون ذلك في اليوم السابق لعيد الأضحى؛ ويسمّى يوم الوقفة، وفيه يقف الحجاج على جبل عرفة يدعون الله ويصلون له.
– المبيت في مزدلفة، ويكون المبيت لليلةٍ واحدة بعد النزول من جبل عرفات.** المبيت في منى، ويكون في أيّام التشريق؛ وهو اليوم الحادي عشر، والثاني عشر، والثالث عشر من ذي الحجة.
– رمي الجمرات؛ وهي رمي الجمرة الكبرى، والوسطى، والصغرى.
وقت الحج ووقت العمرة
-للمعتمر الحريّة في الذهاب للعمرة في أي وقت شاء من العام، أمّا الحج فإن له وقتاً معيّناً من السنة، ولا يصحّ الحج إلا في شهر ذي الحجة.
مدة أداء الحج والعمرة
-الحج قد يستغرق لأداء جميع أركانه ومناسكه من أسبوع إلى عشرة أيّام، أمّا العمرة فيمكن أداؤها خلال ساعةٍ واحدة.
حكم الحج والعمرة
-الحجّ ركن من أركان الإسلام، وهو فرض على كل مسلم، بالغ، عاقل، قادر على أدائه، أمّا العمرة فهي سنّة مؤكّدة، أو فرض، فقد اختلف العلماء في حكمها.
الفرق في جزاء كلٍّ منهما
-جزاء العمرة هو كفّارة للفترة الواقعة بين العمرتين، أمّا الحج فجزاؤه كما ورد عن الرسول صلّى الله عليه وسلم الجنّة.
فضل أداء العمرة
-فضل أداء العمرة .. هو السؤال الذي يبحث عنه الكثير من المسلمين بعد قرار المملكة العربية السعودية بإعادة فتح باب العمرة منذ أيام بعد غلق الحرم المكي منذ ظهور فيروس كورونا منذ 6 أشهر تحديدا ، وفضل أداء العمرة عظيم عند الله تعالى ووردت أحاديث كثيرة تدل على فضل أداء العمرة فهي تعد من مكفرات الذنوب والخطايا فهي تدفع الفقر عن المسلم ، ومن فضل أداء العمرة ان المسلم إذا أداها ثم عاد وارتكب المعاصي والذنوب فيعود فيعتمر فتكون لعه العمرة كفارة لما بين العمرتين
-ومن فضل أداء العمرة أن الشرع الشريف حث على أداء العُمرة لما لها من فضل وثواب كبير عند الله تعالى، واختلف العلماء في حكم العُمرة، فرأى أصحاب الرأي الأول أنها سُنة مستحبة وليست وجبة، أما أصحاب القول الثاني فيرون أنها واجبة على المسلم مرة واحدة في حياته.
فضل العمرة
1-أولًا: العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما كما أخبرنا بذلك الرسول عليه السلام بقوله: «العمرة إلى عمرة كفارة لما بينهما والحج المبرور ليس له جزاء إلى الجنة».
2-ثانيًا: العمرة بالإضافة إلى الحج أحد الجهادين، كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «الغازي في سبيل الله، والحاجّ، والمعتمر وفد الله دعاهم فأجابوه وسألوه فأعطاهم».
3-ثالثًا: العمرة تُذهب الفقر وتغفر الذنوب: كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: «تابعوا بين الحج والعمرة فإنّهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكيرُ خبثَ الحديد والذهب والفضة».
4-رابعًا: العمرة في رمضان تعدل حجّة كما أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم.
5-خامسًا: المعتمر له أجر عظيم من الله تعالى لقوله عليه السلام لعائشة عند أدائها العمرة: «إنّ لك من الأجر على قدر نصبك ونفقتك»، وقوله أيضًا: «من طاف بالبيت ولم يرفع قدمًا ولم يضع أخرى إلا كتب الله له حسنة وحط عنه بها خطيئة ورفع له بها درجة»
6-سادسًا: العمرة هي الحج الأصغر وسمّيّت بذلك لأنّها تتشابه مع الحج بالطواف، والسعي والحلق، أو التقصير، وانفراد الحج ببعض المناسك الأخرى.
7-سابعًا: ركعة واحدة في الحرم المكي تعدل مئة ألف ركعة، كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «صلاة في مسجدي أفضل من ألف صلاة فيما سواها إلا المسجد الحرام وصلاة في السمجد الحرام أفضل من مئة ألف صلاة فيما سواه».
حكم العمرة عند الفقهاء
-أجمع العلماء على مشروعية العمرة وفضلها، واختلفوا في وجوبها، فذهب الإمامان أبو حنيفة ومالك– إلى أنها سنة مستحبة وليست واجبة، واستدلوا بما رواه الترمذي (931) عَنْ جَابِرٍ -رضي الله عنه- «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ عَنْ الْعُمْرَةِ أَوَاجِبَةٌ هِيَ؟ قَالَ: لا، وَأَنْ تَعْتَمِرُوا هُوَ أَفْضَلُ». غير أن هذا الحديث ضعيف، ضعفه الشافعي وابن عبد البر وابن حجر والنووي.
-وذهب الإمامان الشافعي وأحمد إلى وجوبها، واختار هذا القول الإمام البخاري، وأنها تجب على الإنسان مرة واحدة في العُمر، واستدل القائلون بالوجوب بعدة أدلة: أولًا: ما رواه ابن ماجه (2901) عَنْ -عَائِشَةَ قَالَتْ: «قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ عَلَى النِّسَاءِ جِهَادٌ؟ قَالَ: نَعَمْ، عَلَيْهِنَّ جِهَادٌ لا قِتَالَ فِيهِ الْحَجُّ وَالْعُمْرَةُ». قال النووي في “المجموع” (7/4): إسناده صحيح على شرط البخاري ومسلم، ووجه الاستدلال من الحديث قول النبي صلى الله عليه وسلم (عَلَيْهِنَّ) وكلمة (على) تفيد الوجوب .
2-ثانيًا: حديث جبريل المشهور لما سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإسلام والإيمان والإحسان والساعة وعلاماتها، فقد رواه ابن خزيمة والدارقطني عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه وفيه زيادة ذكر العمرة مع الحج، ولفظه: «الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتحج البيت وتعتمر، وتغتسل من الجنابة، وتتم الوضوء، وتصوم رمضان» قال الدارقطني: هذا إسناد ثابت صحيح.
3-ثالثًا: ما رواه أبو داود (1799) والنسائي (2719) عَنْ الصُّبَيّ بْن مَعْبَدٍ «قال كُنْتُ أَعْرَابِيًّا نَصْرَانِيًّا… فَأَتَيْتُ عُمَرَ، فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنِّي أَسْلَمْتُ، وَإِنِّي وَجَدْتُ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ مَكْتُوبَيْنِ عَلَيّ فَأَهْلَلْتُ بِهِمَا، فَقَالَ عُمَرُ: هُدِيتَ لِسُنَّةِ نَبِيِّكَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ».