تعريف ظاهرة التلوث البيئي
تعريف ظاهرة التلوث البيئي سنقدمها لكم من خلال مقالنا بالاضافة الى أسباب وانواع التلوث ومخاطر التلوث على البيئة والانسان كل ذلك في هذه السطور التالية.
محتويات الموضوع
تعريف ظاهرة التلوث البيئي
عادة ما يكون التلوث البيئي، على شكل مواد ضارة تهاجم الهواء والماء والتربة، ومن الممكن أن يكون أيضاً على شكل موجات، تهاجم آذاننا (تلوث سمعي أو ضوضائي) وعيوننا (تلوث بصري).
حالياً، يكثر الحديث عن التلوث بسبب الغازات التي تسبب الاحتباس الحراري. تنتج هذه الغازات عن طريق السيارات والشاحنات وبعض المصانع. ثاني أوكسيد الكربون، أو CO2، هو واحد منها. علماً، أن ثاني أوكسيد الكربون لطالما كان موجوداً بشكل طبيعي في الطبيعة، وإذا أصبح ثاني أوكسيد الكربون مادة ملوثة اليوم، فذلك لأنه تراكم بشكل غير طبيعي في الهواء، على مدار الـ100 عام الماضية.
شاهد ايضا: ما هي طرق الوقاية من التلوث
أنواع التلوث
التلوث الكيميائي
التلوث الكيميائي هو التلوث بالمواد الكيميائية المصنّعة من قِبَل الإنسان أو الناتجة عن مخلفات المصانع كمصانع مواد التنظيف وزيوت السيارات أو الملوثات التي تَنتج كمخلفات جانبية لعملية الصناعة، وهذه المواد تُلقَى في المجاري المائية أو تنتشر في الهواء مما يسبب تلوثًا بيئيًا، وهذا النوع من التلوث ذو آثار شديدة الخطر على البيئة والكائنات، فقد ظهرت آثار هذا النوع من التلوث بوضوح في النصف الثاني من القرن العشرين نتيجة التقدم الصناعي الهائل خصوصاً في مجال الصناعات الكيميائية، وقد تصل آثار التلوث الكيميائي إلى الغذاء عن طريق استخدام المواد الحافظة والألوان والصباغ والمنكّهات والروائح الصناعية المُستخدمة في الأغذية وقد أثبتت الدراسات أن كل هذه المواد تسبب الأورام السرطانية الخبيثة.
ومن أكثر المواد الملوثة للبيئة التي تضر بصحة الإنسان الرَّصاص وكبريت الهيدروجين ومركبات الزئبق والكادميوم والزرنيخ ومركبات السيانيد والمبيدات الحشرية والأسمدة الكيماوية والنفط.
التلوث الإشعاعي
وهو تسرب المواد المشعّة إلى الماء والهواء والتربة ويُعدُّ من أخطر أنواع التلوث البيئي بسبب عدم إمكانية رؤيته أو شمه أو الإحساس به، حيث تنتقل الإشعاعات وتتسلل بسهولة إلى الكائنات الحية في كل مكان دون ترك آثار عند انتشارها، ولكن عند وصول المواد المشعة إلى خلايا أجسام الكائنات تُحدث أضراراً ظاهرة وباطنة قد تودي بحياة الناس، ومصادر التلوث الإشعاعي طبيعية كالأشعة الصادرة من الفضاء الخارجي والغازات المشعّة المتصاعدة من قشرة الأرض أو صناعية كمحطات الطاقة النووية والمفاعلات الذرية والنظائر المشعة المستخدمة في الصناعة أو الزراعة أو الطب أو غيرها.
التلوث البيولوجي
يُعدُّ هذا التلوث من أقدم أنواع التلوث الذي عرفه الإنسان، وينشأ نتيجة وجود بكتيريا وفطريات وغيرها في الماء أو الهواء أو التربة. تختلط هذه الكائنات بالطعام الذي يأكله الإنسان أو الماء الذي يشربه أو الهواء الذي يستنشقه مما يؤدي إلى الإصابة بالأمراض.
ويحدث التلوث البيولوجي عند تصريف مياه الصرف الصحي دون معالجتها كيميائيًا في موارد المياه العذبة أو بسبب انتشار القمامة المنزلية في الشوارع دون مراعاة القواعد الصحية في جمعها ونقلها والتخلص منها بطريقة علمية، أو بسبب ترك الحيوانات النافقة في العراء أو إلقائها في موارد المياه أو عدم إتباع طرق صحية في حفظ الأطعمة وتصنيعها مما يعرضها للتلوث.
التلوث الصوتي
تتسبب الضوضاء بأضرار نفسية وعصبية وفيزيولوجية كإحداث الضرر بالقدرة على السمع والتسبب باضطرابات نفسية في صورة قلق وارتباك أو حدوث اضطرابات فيزيولوجية نتيجة الحالة النفسية مثل آلام الرأس، وتسبب تناقص بقدرة الإنسان الإنتاجية فالضوضاء تسبب حوالي 50% من الأخطاء الميكانيكية مما يعادل 20% من الحوادث المهنية.
التلوث الحراري
يُقصد بالتلوث الحراري التغير في درجة حرارة المسطحات المائية الطبيعية نتيجة النشاط البشري، ومثال على ذلك استخدام المياه للتبريد في محطات الكهرباء.
التلوث الجوي
يُعدُّ تلوث الهواء خطرًا على صحة الإنسان، وبحسب الدراسات البيئية فإن أغلب سكان المدن في الدول النامية معرضون لمستويات غير صحية من ثاني أكسيد الكربون حيث يعد الكربون الأسود من الملوثات الخطرة التي أصبحت منتشرة في الهواء بشكل كبير في الآونة الأخيرة.
مخاطر التلوث البيئي
في الحقيقة يعتبر التلوّث البيئي من أكثر المخاطر التي تواجه الإنسان فقد يتسبّب التلوث في فناء البشرية والكائنات الحية جمعاء، يمكن أن نحصر مخاطر التلوث البيئي بالنقاط التالية:
- وصول الملوّثات إلى المياه يؤدي إلى إصابة الإنسان بالعديد من الأمراض مثل الكوليرا، والملاريا، وفيروس شلل الأطفال، وأمراض الكبد وذلك بسبب احتواء الماء على أنواع مختلفة من الفيروسات، والبكتيريا، والفطريات الضارة.
- عندما يصل التلوث إلى الكائنات الحية كالحيوانات، والغطاء النباتي يؤدي إلى تسممها وفنائها ما يؤثر على موارد الغذاء فيعجز الإنسان عن توفير طعامه، وشرابه لتنتشر المجاعات، ويرتفع على أثرها معدل سوء التغذية، وحدوث الوفاة.
- التلوث البيئي يفقد التربة خصوبتها لأنه يغير خصائصها ومكوناتها فتصبح غير صالحة للزراعة ما يؤدي إلى تصحرها مع الوقت، فتموت النباتات، وينتشر الجفاف ما يؤثر على حياة كل من الكائنات الحية، والإنسان.
في الحقيقة يعتبر التلوث البيئي أحد أسباب ظاهرة الاحتباس الحراري، والتي تتمثل في ازدياد درجة الحرارة السطحية المتوسطة في العالم مع زيادة كمية ثاني أكسيد الكربون، الميثان، وبعض الغازات الأخرى في الجو. - يسبب التلوث البيئي بنشوء ظاهرة الاحتباس الحراري الذي نتج عنها ذوبان جليد القطبين الشمالي والجنوبي، وارتفاع نسبة المياه في البحار والمحيطات، ومن المتوقع بعد عدة سنين سيؤدي ارتفاع منسوب المياه إلى غرق الكرة الأرضية بمن عليها.
- لقد ترك التلوث البيئي مخاطر جسيمة على الغلاف الجوي، وتسبب في اتساع ثقب الأوزون ما أدى إلى تعرض الأرض للأشعة الفوق بنفسجية، ومن المعروف أن هذه الأشعة تؤدي إلى إصابة الإنسان بسرطان الجلد، كما وتلحق الضرر بالنباتات فتضعف إنتاجيتها ما يهدد الأمن الغذائي العالمي.
- تعرّض الحيوانات إلى مستويات كبيرة من الملوثات المختلفة يؤدي إلى إضعاف مناعتها وصحتها ما يجعلها أكثر عرضة للإصابة بالأمراض المعدية وغير المعدية، ممّا قد يُشكّل سببًا في إعاقة تنوع الحياة البرية على سطح الكرة الأرضية.
استنشاق الهواء الملوّث بالغازات والجسيمات يؤدي إلى تعرّض الإنسان لمرض سرطان الرئة، والسكتات الدّماغية، وأمراض الانسداد المزمن، والتهابات الجهاز التنفسي، بما في ذلك الالتهاب الرئوي.
شاهد ايضا: براجراف عن التلوث
أسباب تلوث البيئة وحلولها
يمكننا تحديد عدة أنواع من التلوث على الأرض: تلوث الهواء، وتلوث المياه، وتلوث التربة، إلا أن المسببات لأنواع التلوث المختلفة واحدة، وفيما يلي ذكر لأبرز أسباب التلوث البيئي:
العوامل الصناعية
تسببت الثورة الصناعية وما رافقها من تطور ونهضة في الحياة البشرية بظهور مشاكل بيئية مُتعددة، وخاصةً خلال القرن 19 والقرن 20، أدى استخدام الفحم الحجري كوقود للآلات والمصانع المختلفة رفع معدل تلوث الهواء، وعملت الصناعات المولدة للطاقة النووية ومولدات الكهرباء فيما بعد على تلوث التربة والمياه أيضًا، إذ تجدر الإشارة إلى أن عمليات النقل للطاقة والوقود الأحفوري ساهمت كذلك بحدوث كوارث بيئية إذ يؤدي تسرب النفط والمواد المُشعة إلى تدمير البيئة وقتل الكائنات الحية في المناطق المُحيطة بمنطقة التلوث.
قطاعات النقل
تُعدّ المركبات المختلفة أحد أكبر مصادر تلوّث الهواء، إذ تُنتِج ما يُقارب 2/3 انبعاثات غاز أول أكسد الكربون للغلاف الجوي، وحوالي 1/2 انبعاثات الهيدروكربونات وأكسيد النيتروس، بالإضافة إلى أن عوادم المركبات تُنتِج بعض الغازات الضارة مثل الرصاص الذي له آثار سلبية على المجتمعات الحيوية، وتُنتِج العديد من المُركبات العضوية المتطايرة التي تنتج عن احتراق الوقود في المحركات.
الأنشطة الزراعية
قد يُعد قطاع الزراعة أحد أكبر الأسباب المؤدية لتلوث البيئة بكافة عناصرها وبشكل رئيسي مسؤول عن تلوث المياه والتربة، إذ يرجع سبب ذلك إلى زيادة استخدام مبيدات الآفات والحشرات، بالإضافة إلى استخدام الأسمدة الكيميائية بكمياتٍ هائلة بهدف زيادة كثافة الإنتاجية الزراعية لغاية إطعام سكان العالم المتزايدين، فينتج عن ذلك تدمير المزيد من البيئات والغابات وتغير طبيعة طبقات الأرض وتفتيت التربة لإفساح المجال أمام زراعة المحاصيل.
المخلفات البشرية والنفايات
غالبًا ما ينتج عن سوء إدارة النفايات الصلبة من الإنسان وأنشطته، ومن جامعي النفايات ومقاولي التخلص من النفايات آثار بيئية سلبية، يُرافقها تلوث بأشكله المختلفة، كانتشار البكتيريا الضارة في المناطق المحيطة، بالإضافة إلى الروائح الكريهة التي تؤدي أيضًا إلى تلوث الهواء والمياه، وتتسبب كذلك في نقل الطفيليات والبكتيريا إلى البشر والكائنات الحية الأخرى.