ماهي الكبائر

ماهي الكبائر سنوضحها من خلال مقالنا حيث أمرنا الله بالبعد عن الذنوب والكبائر والرجوع إلى الله عند ارتكاب الأخطاء والتمسك بتعاليم الإسلام و الحرص الدائم على أداء الطاعات والفروض وقراءة القرآن.

ماهي الكبائر

عرّف العلماء الكبيرة بما يأتي: المعصية التي عليها عقوبة دنيوية: الكبيرة هي ما كانت حراماً محْضاً ورتّب عليه الشّرع عُقوبةً بنصٍّ قاطعٍ إمّا في الدُّنيا؛ كالقتل والسرقة، أو في الآخرة، وقال الإمام الماورديّ: إنّ الكبيرة هي التي توجبُ الحدّ، كما جاء عن الإمامِ أحمد أنّ الكبيرة ما أوجبت حدّاً في الدُّنيا،ومن هذه الكبائر الزّنا. المعصية التي عليها وعيد في الآخرة: الكبيرة أيضاً هي الذُّنوب والمعاصي التي جاء فيها وعيدٌ في الآخِرة من عذابٍ أو غضبٍ أو لعنٍ من الله -تعالى- ورسوله لِفاعلها، وقال بعض العلماء هي ما جاء فيها الوعيد لِفاعلها بالنّار والعذاب إمّا في الكِتابِ أو السُنّة. ويرى الغزاليّ أنّ الكبيرة هي المعصية التي يفعلُها الإنسان من غير خوفٍ، أو حذرٍ، أو ندمٍ؛ كالمتهاون بارتكابها والمُتجرِّىء عليها بعادته، وأمّا الواحديّ فذهب إلى أنَّ الكبائر ليس لها حدٌّ واضح أو معلوم، وقد أخفاها الله -تعالى- عن عباده؛ لكي لا يتجرّؤوا على معصيته، ولكي يبتعدوا عن جميع المعاصي.

ماهي الكبائر السبع

إنَّ الله سبحانه وتعالى واسع المغفرة، عظيم الرحمة، ولكن هناك ذنوب كبيرة شدَّد الإسلام على عدم ارتكابها فما هي الكبائر التي لاتغفر؟
1- الإشراك بالله تعالى:
يُعتبر الشرك بالله من أعظم الكبائر التي تؤدي لإهلاك صاحبها والتي لا تُغفر على الإطلاق، حيث قال الله سبحانه وتعالى (ولا تجعلوا مع الله إلها أخر إني لكم منه نذير مبين)، كما وقال تعالى: (فلا تجعلوا لله أندادًا وأنتم تعلمون).
والشرك بالله تعالى ينقسم إلى نوعان:
شرك أصغر، وهو الذي لا يخرج فيه صاحبه عن الإسلام، كالحلفان بغير الله، حيثُ قال الرسول محمد صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف ( من حلف بغير الله فقد أشرك)، وهذا النوع من الشرك يغفر الله لصاحبهِ في حال توجه بالتوبة النصوحة والصادقة.
أمّا الشرك الأكبر فهو أن تجعل لله شريكًا في الألوهيّة، كعبادة الأصنام، والاعتقاد بأنّ هناك من يُطاع طاعة مطلقة مع الله، حيثُ يقول الله سبحانهُ وتعالى في آياتهِ الكريمة (ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادًا يحبونهم كحب الله).
2- قتل النفس التي حرّم الله:
حيث قال الله سبحانه وتعالى في آياتهِ الكريمة (ومن يقتل مؤمنًا متعمدًا فجزاؤه جهنم خالدًا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابًا عظيمًا).
وفي آيةٍ أخرى قال اللهُ سبحانه وتعالى (والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثامًا يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيها مهانا. إلا من تاب وآمن وعمل عملًا صالحا).
كما ونبه الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم إلى موضوع قتل النفس وحرمانيتهِ عن الله سبحانه وتعالى، حيث قال في حديثهِ الشريف: (لا تقتل نفس ظلمًا إلّا كان على ابن آدم الأول كفل من دمها لأنه أول من سن القتل).
3- السحر:
لقد حرّم الله سبحانه وتعالى العمل بالسحر بأنواعهِ المختلفة، واعتبره خروج عن الشريعة الإسلاميّة، وذلك لأنّ الساحر يستعين بالجن والشياطين لقضاء حوائجهِ، حيثُ قال الله تعالى في آياتهِ الكريمة (واتّبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان و ما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلّمون الناس السحر وما أُنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت).
كما وقال الرسول محمد صلى الله عليه وسلم في حديثهِ الشريف: ( ثلاثة لا يدخلون الجنة: مدمن خمر وقاطع رحم ومصدق بالسحر).
4- أكل الرِبا:
مثل ربا البيوع ( كالأموال، الذهب، الفضة، الملح، الشعير)، وربا البيوع منه ربا الفضل أي الزيادة في المال دون أجل، وربا النسيئة وهو الزيادة في المال مقابل الأجل، حيثُ يقول الله تعالى (يمحق الله الربا و يربي الصدقات و الله لا يحب كل كفار أثيم).
كما وقال الله تعالى أيضًا في آياتهِ الكريمة (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ).
5- أكل مال اليتيم:
لقد حرّم الله سبحانهُ وتعالى أكل مال اليتيم واعتبر هذا العمل من الكبائر التي لا تُغفر، وبأنّ آكل مال اليتيم يأتي يوم القيامة ويخرجُ من جسدهِ النار، ومن فمهِ وأذنهِ وعينيه، وقال الله تعالى في آياتهِ الكريمة (و لا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن). كما وقال تعالى في آيةٍ أخرى: (إنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْماً إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نارًا وَسَيَصْلَوْنَ سعيرًا).
6- ترك الصلاة:
لقد حثّ الله سبحانه وتعالى المسلم على أداء الصلاة في وقتها المناسب وعدم إهمالها، واعتبر تارك الصلاة كافر، حيث قال في آياتهِ الكريمة (فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غيًا إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالحًا فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شيئًا).
كما وقال الرسول الكريم محمد عليهِ الصلاة والسلام (العهد الذين بيننا و بينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر).
7- قذف المحصنات المؤمنات الغافلات:
لقد حرّم الله تعالى الافتراء على المؤمنات واتهامهن بالزنا أو طعن الأنساب، وقال في آياتهِ المباركة: (إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا و الأخرة و لهم عذاب عظيم).

شاهد ايضا: ماهي الاشهر الحرم

ما هي الكبائر في القرآن

من أهم الذنوب العظيمة والكبائر التي وردت في القران الكريم ، ما يلي :
الشرك بالله
يُعد الشرك بالله تعالى هو أكبر الكبائر ، حيث قد ورد عن النبي ـ صلَّ الله عليه وسلم ـ قوله : { ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ؟ الإشراك بالله } متفق عليه ، وجاء قول الله تعالى أيضًا : { إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ ۖ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ } سورة المائدة [اية : 72] ، وينقسم الشرك إلى الشرك الأصغر وهو الرياء ، والشرك الأكبر وهو عبادة وتقديس غير الله تعالى .
قتل النفس
كما أن قتل النفس أيضًا يُعتبر من أكبر الكبائر التي نهانا عنها الخالق عز وجل ، حيث يقول الله تعالى في كتابه العزيز : { مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا } سورة المائدة [اية : 32] ، وقوله تعالى : { وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ } سورة الأنعام [اية : 151] عقوق الآباء
أمرنا الله تعالى بضرورة بر الوالدين في الصغر وعند الكبر والإحسان إليهما وجعل رضاهم سبب أساسي في دخول الجنة وجعل عقوقهما أيضًا من الكبائر ، حيث يقول الله تعالى : { وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا } سورة الإسراء [اية : 23] .
عدم إقامة الصلاة
يقول رسول الله ـ صل الله عليه وسلم ـ { إن بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة } رواه مسلم ، ويقول عليه الصلاة والسلام : { العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر } رواه أحمد ، ويقول الله تعالى : { فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً * إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئاً } سورة مريم [الآيات : 59 ، 60] السحر
يُعتبر السحر من أكبر الذنوب والآثام التي يمكن أن يرتكبها أي شخص ، وهو أحد صور الشرك بالله ، حيث أن السحرة يتصلون ويتقربون بالجن ، وهو أمر حذرنا ونهانا عنه سيدنا محمد ـ صل الله عليه وسلم ـ حين قال : { من أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد } رواه أبو داود .
أكل الربا
ويُعد الربا أيضًا من الكبائر التي حذرنا منها الله تعالى لأنه يُعتبر جور على حقوق الاخرين ويترتب عليه انتشار الفساد والظلم والفقر في المجتمع ، وقد قال الله تعالى في ذلك : { يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ } سورة البقرة [اية : 276] .
أكل أموال اليتامى
اليتيم هو من مات عنه والده وهو لا زال لم يبلغ بعد ، ويُعد أكل مال اليتيم من أشد الذنوب التي تورث الخزي والندامة في الدنيا والاخرة ، وقد قال الله تعالى في القران الكريم : { إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا } سورة النساء [اية : 10] .
رمي المحصنات بالباطل
وهو قذف نساء المسلمين بمال ليس فيهن واتهامهم بارتكاب الذنوب والفواحش دون وجود دليل على ذلك وإنما ظلمًا وبهتانًا ، وهي تُعد من أكبر الكبائر التي نهى عنها الخالق عز وجل ، وفي أحد مواضع القران جاء قول الله تعالى : { وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ } سورة النور [اية : 4] .

شاهد ايضا: ماهي الماسونية

هل الزنا من الكبائر السبع

  • الزنا من الكبائر التي لا يغفرها الله تعالى أبدا ولا تكفرها التوبة ؟، ففيه قال تعالى: «إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا»، ليبين لنا أن الزنا من الكبائر لكنه ليس من الذنوب التي لا يغفرها الله تعالى، كما أن الزنا تكفره التوبة، فقد جعل الله سبحانه وتعالى لبعض الذنوب الكبيرة مثل الزنا عقوبات وحدود تطهر مرتكبها من ذنبه، وتكون كفارة له من هذا العمل،
  • أما من ارتكب الزنا ولم يتب من هذا الذنب فإنّ أمره إلى الله يوم القيامة إن شاء عذبه وإن شاء غفر له، وأما من تاب إلى الله من هذا الذنب ولم يقام عليه الحد فإنّ الله يتوب عليه إذا كانت توبته صادقة لله، قال تعالى: «إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *