الرجل والمرأة في الاسلام
الرجل والمرأة في الاسلام هل يساوي الإسلام بين الرجل والمرأة وما حكم المساواة وما هي حقوق كل من الرجل والمرأة في الإسلام من خلال مقالنا سنتعرف على ذلك.
محتويات الموضوع
الرجل والمرأة في الاسلام
- خلق الله -تعالى- الرجل والمرأة، وجعلهما شطرا النوع الإنساني، ودليل ذلك قول الله -تعالى- في القرآن الكريم: (وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنثَىٰ)، جعل الله الزوجان يشتركان في واجب عِمارة الأرض، وواجب العبودية لله تعالى، وذلك في عموم أمور الدين؛ كالإيمان، والثواب، والعقاب، والترغيب، والترهيب، وفي عموم التشريعات من حقوقٍ وواجباتٍ أيضاً، حيث قال تعالى: (وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَـٰئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا)، ومع ذلك فقد قدّر الله -تعالى- أن تكون خِلقة الرجل على غير خِلقة المرأة، وهيئتها، وطبيعة تكوينها، فإنّ في الرجل قوةً طبيعيةً، والمرأة أنقص منه في ذلك؛ لما يعتريها من أحوال الحيض، والنفاس، والمخاض، والإرضاع، وغيره من تربية الأبناء، وتقديم الرعاية لهم، فكان من آثار ذلك الاختلاف في الخِلقة، الاختلاف في القدرات الجسدية والعاطفية والإرادية، إضافةً إلى أمورٍ كثيرةٍ أخرى أشار إليها الطب الحديث، من اختلافٍ بين المرأة والرجل في الخلق.
- وقد نتج عن هذا الاختلاف، والتفاوت بين الجنسين، اختلافٌ بينهما في بعض الأحكام الشرعية، لتوافق ما جُبل عليه كلّ منهما، فلكلٍ منهما وظائفٌ ومهامٌ تلائمه، وجُملة وظائف الرجال خارج البيت؛ من سعيٍ لكسب الرزق، وعملٍ من أجل الإنفاق على البيت والزوجة والأولاد، والرجل مكلّفٌ بالقِوامة على البيت؛ بالحفظ والحماية، وأوجب الله -تعالى- على الرجل عدداً من العبادات غير الواجبة على النساء، من مثل: صلاة الجماعة، والجمعة، والجهاد في سبيل الله عزّ وجلّ، كما جعل الله الطلاق بيد الرجل لا بيد المرأة، وجعل نسبة الأبناء إلى أبيهم، لا إلى أمهم، وللرجل في بعض حالات الميراث ضعف ما للمرأة، أمّا المرأة فجملة وظائفها ومهامها في البيت، فتقوم بشؤون منزلها، وتحفظ زوجها وأولادها، وتقوم على حسن التربية والرعاية لهم، ولها أحكامٌ شرعيةٌ خاصةٌ كذلك؛ كأحكام الحيض، والطهارة، ووجوب الحجاب، وغير ذلك مما فصّلت فيه كتب الفقه ومدوناته.
شاهد ايضا: ما هو لقب الرسول صلى الله عليه وسلم قبل النبوة
حقوق الرجل والمرأة في الإسلام
-فالقائلون بأن الإسلام ظلم المرأة؛ قد أخطئوا كثيرًا، وغلطوا غلطًا كبيرًا، فإن الإسلام هو الذي أنصفها، ورفع مكانتها، وكانت مظلومة في الجاهلية بين العرب، وفي اليهودية والنصرانية وغير ذلك من سائر الأديان الباطلة، والإسلام هو الذي رفعها، وعظم شأنها، وأنصفها وأعطاها حقوقها، فجعلها أمًا كريمة، وزوجة كريمة، وبنتًا مرحومة معطوفًا عليها، ينفق عليها، ويحسن إليها، حتى تستقل بنفسها، أو تتزوج، وأمر بالإنفاق عليها، وألزم والدها بالإنفاق عليها، وزوجها بالإنفاق عليها، وإحسان عشرتها، وأمر الدولة الإسلامية أن تنصفها، وأن تعطيها حقوقها، وأن تمنع من العدوان عليها، وجعل لها قيمة متى قتلت قتل بها الرجل، ومتى أصيب منها شيء أعطيت حقها في ذلك، سواء كان المصاب عضوًا، أو غير ذلك.
-أما قوله سبحانه: الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ [النساء:34] فالأمر فيها واضح، الله سبحانه فضل الرجال على النساء؛ لأن جنس الرجال أقوى في الجملة على أداء الحقوق، وعلى جهاد الأعداء، وعلى رفع الظلم، وعلى الإحسان إلى الأولاد والنساء وحمايتهم من الأذى والظلم، إلى غير هذا مما هو معروف شرعًا وفطرة وحسًا، أن الرجال أقوى وأقدر على ما ينفع المجتمع من النساء في الجملة.
-ثم الرجال ينفقون أموالهم في الزواج بإعطاء المهور، وفي الإنفاق على الزوجات، وفي حمايتهن مما يؤذيهن، والعطف عليهن، فالرجال لهم حق كبير من الجهتين؛ من جهة تفضيل الله لهم على النساء لما هو معلوم من كون الرجال أكمل وأقدر على كل شيء في الجملة، وأكمل عقولًا، وأتم نظرًا في العواقب والمصالح في الجملة؛ ولأنهم أنفقوا أموالهم في تحصيل الزوجات من مهر وغيره؛ ولهذا قال سبحانه: الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ [النساء:34].
-ولا يلزم من هذا أن يكون كل رجل أفضل من كل امرأة، وإنما هذا تفضيل في الجملة، أما بالتفصيل: فقد تكون امرأة أفضل من رجل، هذا أمر واقع ومعلوم، ولكن في الجملة جنس الرجال مفضل على جنس النساء، وهذا يعرف بالشرع وبالعقل وبالفطر وبمعرفة الواقع والتجارب، ولكن كم لله من امرأة أفضل من رجل بسبب علمها ودينها واستقامتها وبصيرتها، ومن نظر في صفات الصحابيات والتابعيات، وعلماء هذه الأمة من النساء؛ عرف أن هناك نساءً طيبات يفضلن على كثير من الرجال، وقال -عليه الصلاة والسلام-: كمل من الرجال كثير، ولم يكمل من النساء إلا: آسية ابنة مزاحم -زوجة فرعون-، ومريم ابنة عمران وجاء في فضل فاطمة بنت النبي ﷺ وفضل خديجة -رضي الله عنها- وعائشة -رضي الله عنها-، ما يدل على اختصاصهن بالفضل أيضًا، فهؤلاء الخمس هن أفضل النساء: خديجة وعائشة من أمهات المؤمنين، وفاطمة ابنة النبي ﷺ، ومريم بنت عمران أم المسيح عيسى -عليه الصلاة والسلام-، وآسية ابنة مزاحم زوج فرعون، هؤلاء النسوة الخمس هن خير النساء، وهناك نساءٌ كثيرات لهن فضل، ولهن علم، ولهن تفضيل على كثير من الرجال.
-لكن حكمة الله اقتضت تفضيل الرجل على المرأة في أشياء معينة أيضًا: كالإرث، فإن البنت تعطى نصف ما يعطى الذكر من الأولاد، والأخت من الأبوين أو الأب تعطى نصف ما يعطاه الأخ الشقيق، أو الأخ لأب، والزوجة تعطى النصف مما يأخذه الزوج، فإذا أخذ الزوج النصف صار لها الربع، وإذا أخذ الزوج الربع صار لها الثمن، وهذه لحكمة بالغة، ومعانٍ إذا تدبرها ذو البصيرة عرف وجاهتها، وحكمة الله فيها، وأنه سبحانه هو الحكيم العليم، فكل موضع فضل فيه الرجل على المرأة فله وجاهته، وله أسبابه، وله حكمته لمن تدبر وتعقل، والله المستعان، نعم.
سلبيات المساواة بين الرجل والمرأة
سلبيات المساواة بين الرجل والمرأة لا حصر لها في وجهة نظر الكثير من الأفراد، فالمساواة بين الرجل والمرأة يلغي شخصية الرجل، و تصبح كلمة المرأة هي المعترف بها، و من هنا ينتهي مبدأ الاحترام في العلاقة، فلا شك أن الله سبحانه وتعالى خلق المرأة و الرجل لتستقيم الحياة و تكتمل فكل منهم يحتاج إلى الآخر، و لكن لا يعني ذلك المساواة المطلقة التي تحرر المرأة من دينها.
مفهوم المساواة بين الرجل والمرأة منتشرة في الغرب وذلك لتطبيق فكرة المساواة المطلقة التي فصلت بين الرجل و المرأة فأصبح كل منهم مستقل عن الآخر، هذا الأمر الذي يرفضه الدين الإسلامي و عادات و تقاليد المنطقة العربية و هذه هي أبرز السلبيات:
1-الفكر العلماني هو الذي يناشد بالحرية والمساواة المطلقة بين الرجل والمرأة، مما يتيح الفرصة لاستقلال المرأة والرجل.
2-تفكك المجتمع فكل من المرأة والرجل في جانب مختلف.
3-تحرر المرأة من القيود التي تفقدها لكيانها وأهميتها في المجتمع.
4-التحرر من فكرة الرقابة الأسرية، فمن الشائع أن المساواة تعالج فكرة اضهطاد المرأة وفي حالة تطبيقها بشكل مطلق، يحدث الاضطهاد في حق الرجل، وذلك لعدم قيامه بدوره في حماية الأسرة ودفعها عن ارتكاب الخطأ فتصبح الأسرة متحررة بدون سلطته.
5-تعرض المرأة لعدد كبير من أشكال العنف نظرًا لتحررها واستقلالها عن الرجل.
6-وضع المرأة في مكانة شهوانية لا تستحقها.
7-فكرة المساواة المطلقة بين الجنسين تجعلنا في القاع لا تحكمنا أي قيود ولا شريعة، فيوجد مواقف معينة لا يجوز فيها المساواة.
8-فالرجل مسموح له بتعدد الزوجات نظرًا لأسباب خاصة وأسباب دينية، أما الدين لا يسمح للمرأة بتعدد الأزواج، وكذلك الأمر بالنسبة للمساواة في الميراث فالذكر له مثل حظ الأنثيين.
9-والله سبحانه وتعالى خَلَق الرجل والمرأة في صورة مترابطة ، فقال تعالى: ﴿ وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾ [الذَّاريات: 49]، وذلك لأن كل فرد منهم له رسالته في الحياة لابد من تأديتها.
10-قد تؤدي المساواة المطلقة بين الرجل والمرأة، إلى إغفال وجود الله، من خلال إباحة ما هو محرم مثل ممارسة الجنس بحرية كما نشاهد في العالم الغربي، والتحرر من فكرة الزواج من رجل واحد.
11-وقوع ظلم كبير على المرأة لا تدركه إلا في مواجهة الموافق الصعبة نظرًا لبنيانها الضعيف الذي يتنافى مع فكرة المساواة المطلقة.
شاهد ايضا: ماهي السبع الموبقات
هل المساواة بين الرجل والمرأة حرام
ما حكم المساواة بين الرجل والمرأة في الإسلام؟ما حكم المساواة بين الرجل والمرأة في الإسلام؟تابع صفحتنا على أخبار جوجلتابع صفحتنا على أخبار جوجلتابع صفحتنا على فيسبوكتابع صفحتنا على فيسبوكتابع صفحتنا على يوتيوبتابع صفحتنا على يوتيوب
-أجاب الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق، إنَّ الإسلام ساوى بين الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات؛ فقال تعالى: {فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ}.. [آل عمران : 195]، وقال عز وجل: {ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف}.. [البقرة : 228]، وقال جل شأنه: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}.. [النحل : 97].
وفي الحديث الشريف: (إِنَّمَا النِّسَاءُ شَقَائِقُ الرِّجَالِ).. رواه أبو داود والترمذي في “سننهما” من حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها.
-ولكن هناك فارقًا بين المساواة والتساوي؛ فإن الشرع الإسلامي مع إقراره للمساواة لم يُقر التساوي المطلق بين الذكر والأنثى في الصفات الخلقية والفطرة الربانية والوظائف التكليفية؛ فإن اختلاف الخصائص يقتضي اختلاف الوظائف والمراكز، حتى يتحقق التكامل الذي أراده الله تعالى بالتنوع في خلقه سبحانه؛ قال تعالي: {وليس الذكر كَٱلۡأُنثَىٰۖ}.. [آل عمران : 36]، وقال -عز وجل-: {وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ}.. [النساء : 32]، وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -رضي الله عنهما-: (أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وآله وسلم- لَعَنَ الْمُتَشَبِّهِينَ مِنَ الرِّجَالِ -بِالنِّسَاءِ، وَلَعَنَ الْمُتَشَبِّهَاتِ مِنَ النِّسَاءِ بِالرِّجَالِ).. رواه البخاري في “صحيحه”.
وعلى هذا؛ فإن الدعوة إلى التساوي بينهما نوعٌ من أنواع الظلم والزج بكل منهما في طريقٍ مظلمٍ لا يتفق مع الفطرة التي فطر الله الناس عليها، ويُكلف كلًّا منهما شططًا لا يطيقه، والدعوةُ إلى جعل المرأة كالرجل في الأمور التي فرقت بينهما فيها الشريعة طعنٌ في حكمة التشريع، وإنكارٌ لهوية الإسلام، وتَعَدٍّ على النظام الاجتماعي العام.