كيفية صلاة الاستخارة
كيفية صلاة الاستخارة نتحدث عنه من خلال مقالنا هذا كما نذكر لكم مجموعة متنوعة أخرى من الفقرات المميزة مثل أمور يجب مراعاتها والانتباه لها ومتى يحتاج الإنسان إلى صلاة الاستخارة و الختام فوائد الاستخارة تابعوا السطور القادمة.
محتويات الموضوع
كيفية صلاة الاستخارة
جاء بالحديث الشريف وصفاً لكل شيء بحياتنا صغيراً كان أم كبيراً، من بينها صلاة الاستخارة، التي روي فيها أنها ركعتين ككل صلوات النوافل، يقرأ المرء فيها الفاتحة وما تيسر من القرآن بالوقوف، ثم يتم ركوعه وسجوده، ويقرأ الصلاة الإبراهيمية (التشهد) ويسلم، ثم يدعو بدعاء الاستخارة بعد التسليم، فمظنة الإجابة بعد الصلاة آكد، خاصةً إن خصصت لاستخارة الله عز وجل والسنة فيها أن يبدأ المرء بالدعاء بعد الركعتين فيبدأ بحمد الله والثناء عليه بما هو أهله، ثم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم يدعو الله بما يشاء ويذكر دعاء الاستخارة.
الدعاء المستحب لصلاة الاستخارة
- عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُعَلِّمُنَا الاسْتِخَارَةَ فِي الأُمُورِ كُلِّهَا كَمَا يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنْ الْقُرْآنِ يَقُولُ: إذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالأَمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الْفَرِيضَةِ ثُمَّ لِيَقُلْ:
-«اللَّهُمَّ إنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ، وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلا أَقْدِرُ، وَتَعْلَمُ وَلا أَعْلَمُ، وَأَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ.. - اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ (هنا تسمي حاجتك) خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ..
- اللَّهُمَّ وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ (هنا تسمي حاجتك) شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ وَاقْدُرْ لِي الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ثُمَّ ارْضِنِي بِهِ. (وَيُسَمِّي حَاجَتَهُ).
أمور يجب مراعاتها والانتباه لها
- عود نفسك الاستخارة في أي أمر مهما كان صغيراً.
- أيقن بأن الله تعالى سيوفقك لما هو خير، واجمع قلبك أثناء الدعاء وتدبره وافهم معانيه العظيمة.
- لا يصح أن تستخير بعد الفريضة، بل لابد من ركعتين خاصة بالاستخارة.
- إن أردت أن تستخير بعد سنة راتبة أو صلاة ضحى أو غيرها من النوافل، فيجوز بشرط أن تنوي الاستخارة قبل الدخول في الصلاة، أما إذا أحرمت بالصلاة فيها ولم تنوِ الاستخارة فلا تجزئ.
- إذا احتجت إلى الاستخارة في وقت نهي (أي الأوقات المنهي الصلاة فيها)، فاصبر حتى تحلَّ الصلاة، فإن كان الأمر الذي تستخير له يفوت فصلِّ في وقت النهي واستخر.
- لا تزد على هذا الدعاء شيئاً، ولا تنقص منه شيئاً، وقف عند حدود النص.
- لا تجعل هواك حاكماً عليك فيما تختاره، فلعل الأصلح لك في مخالفة ما تهوى نفسك (كالزواج من بنت معينه أو شراء سيارة معينه ترغبها أو غير ذلك) بل ينبغي للمستخير ترك اختياره رأسا وإلا فلا يكون مستخيرا لله، بل يكون غير صادق في طلب الخيرة
- لا تنس أن تستشير أولي الحكمة والصلاح واجمع بين الاستخارة والاستشارة.
- لا يستخير أحد عن أحد. ولكن ممكن جدًا أن تدعو الأم لابنها أو ابنتها أن يختار الله لها الخير، في أي وقت وفي الصلاة.. في موضعين الأول في السجود والثاني بعد الفراغ من التشهد والصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم بالصيغة الإبراهيمية
- إذا شك في أنه نوى للاستخارة وشرع في الصلاة ثم تيقن وهو في الصلاة فينويها نافلة مطلقة. ثم يأتي بصلاة جديدة للاستخارة
- إذا منعك مانع من الصلاة – كالحيض للمرأة – فانتظر حتى يزول المانع، فإن كان الأمر الذي تستخير له يفوت وضروري، فاستخر بالدعاء دون الصلاة.
- إذا كنت لا تحفظ دعاء الاستخارة فاقرأه من ورقة أو كتاب، والأولى أن تحفظه.
- يجوز أن تجعل دعاء الاستخارة قبل السلام من الصلاة – أي بعد التشهد – كما يجوز أن تجعله بعد السلام من الصلاة.
- إذا استخرت فأقدم على ما أردت فعله واستمر فيه، ولا تنتظر رؤيا في المنام أو شي من ذلك.
- إذا لم يتبين لك الأصلح فيجوز أن تكرر الاستخارة.
- إذا تعددت الأشياء فهل تكفي فيها استخارة واحدة أو لكل واحدة استخارة ؟.. الجواب: الأولى والأفضل لكل واحدة استخارة وإن جمعها فلا بأس.
متى يحتاج الإنسان إلى صلاة الاستخارة
إذا تعرض أحدنا لأمور يتحير منها وتتشكل عليه، يحتاج للجوء إلى خالق رب السموات والأرض وخالق الناس، يسأله رافعاً يديه داعياً مستخيراً بالدعاء، راجياً الصواب في الطلب، فإنه أدعى للطمأنينة وراحة البال، فعندما يقدم على عمل ما كشراء سيارة، أو يريد الزواج أو يعمل في وظيفة معينة أو يريد سفراً فإنه يستخير له, ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية:
ما ندم من استخار الخالق، وشاوو المخلوقين، وثبت في أمره، وقد قال سبحانه وتعالى: «فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ» سورة آل عمرا ن: 159، وقال قتادة: ما تشاور قوم يبتغون وجه الله إلا هدوا إلى أرشد أمرهم.
حكم تكرار صلاة الاستخارة
الأصل عدم تكرار صلاة الاستخارة في حال تبيّن للإنسان شيءٌ بعد الاستخارة، وإذا لم يتبيّن له شيءٌ وبقي مُحتاراً؛ فيُشرع له تكرارُها، وأمّا ما يفعله المسلم بعد صلاة الاستخارة، فيُقْدِم على العمل ولا ينتظر شيئاً من العلامات وقال بعض أهل العلم إنّ الإنسان يبقى يُصلّي الاستخارة ما دام لم يتبيّن معه شيءٌ، وقيل يُخالف الإنسان ما تهواه نفسه قبل الاستخارة؛ لأنّ ذلك من الأُمور المحمودة، وسبب اختلاف العُلماء في ذلك هو عدم ورود دليلٍ صريحٍ يُبيّن العلامات التي تعقب صلاة الاستخارة. فقد تعدّدت آراء أهل العلم في تكرار صلاة الاستخارة على قولين، وهما كما يأتي:
- القول الأول
لا يُشرع تكرارها، واستدلّوا أنّه ورد تحديدها في السُّنة ركعتين فقط، كما أنّ المطلوب من الإنسان أن يؤدّي صلاة الاستخارة دون انتظار شيء آخر، بل يمضي في الأمر، وما يُقدّره الله -تعالى- فهو خيرٌ له. - القول الثاني
لا بأس بتكرارِها، واستدلّوا بفعل الصحابيّ ابن الزُّبير في قوله: “إني مستخيرٌ ربي ثلاثًا”، واستدلوا بأنّها من قبيل الدُّعاء، ويجوز تكرار الدُّعاء ثلاثًا.
فوائد الاستخارة
- قال عبد الله بن عمر: (إن الرجل ليستخير الله فيختار له، فيسخط على ربه، فلا يلبث أن ينظر في العاقبة فإذا هو قد خار له).
- وفي المسند من حديث سعد بن أبي وقاص عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( من سعادة ابن آدم استخارته الله تعالى، ومن سعادة ابن آدم رضاه بما قضاه الله، ومن شقوة ابن آدم تركه استخارة الله عز وجل، ومن شقوة ابن آدم سخطه بما قضى الله ).
- قال ابن القيم فالمقدور يكتنفه أمران: الاستخارة قبله، والرضا بعده.
- وقال عمر بن الخطاب: لا أبالي أصبحت على ما أحب أو على ما أكره، لأني لا أدري الخير فيما أحب أو فيما أكره.
- فيا أيها العبد المسلم لا تكره النقمات الواقعة والبلايا الحادثة، فلرُب أمر تكرهه فيه نجاتك، ولرب أمر تؤثره فيه عطبك.
- قال سبحانه وتعالى: {وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ} (سورة البقرة: 216).
- وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: (ما ندم من استخار الخالق، وشاور المخلوقين، وثبت في أمره).
-وفقك الله لما فيه الخير والصلاح وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.