تفسير سورة البلد
تفسير سورة البلد كما سنتعرف على تفسير سورة البلد ابن كثير وتفسير سورة البلد للصف الثالث وتفسير سورة البلد ابن عثيمين وتفسير سورة البلد وسبب نزولها كل ذلك في هذا المقال.
محتويات الموضوع
تفسير سورة البلد
- الآية الأولى:
“لا أقسم بهذا البلد”: أقسم الله تعالى بمكة المكرمة، لحرمتها وعظم قدرها.
“وأنت حل بهذا البلد”: يخاطب الله تعالى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، ويخبره أنه آمن في مكة، بينما كان المشركون يهددونه ويحاولون قتله.
- الآية الثانية:
“ووالد وما ولد”: أقسم الله تعالى بوالد الإنسان وآدم عليه السلام، وبجميع ذريته.
- الآية الثالثة:
“لقد خلقنا الإنسان في كبد”: خلق الله تعالى الإنسان في مشقة وعناء، ليعاني من صعوبات الحياة ويختبر إيمانه.
- الآيات من 4 إلى 6:
“أَيَحْسَبُ أَن لَّن يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ”: يظن بعض الناس أنهم لا طاقة لأحد عليهم، وأنهم في مأمن من العقاب.
“يقول أهلكت مالا لبدا”: يتباهى بعض الناس بكثرة أموالهم، ويظنون أنهم سيُنجيهم مالهم من العذاب.
- الآيات من 7 إلى 9:
“أَيَحْسَبُ أَن لَّمْ يَرَهُ أَحَدٌ”: يظن بعض الناس أن الله تعالى لا يراهم، ولا يعلم ما يفعلون.
“أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ”: أنعم الله تعالى على الإنسان بالعديد من النعم، مثل العينين واللسان والشفاه، حتى يستطيع أن يرى ويسمع ويتكلم.
“وَهَدَيْنَاهُ السَّبِيلَيْنِ”: هدى الله تعالى الإنسان سبيل الخير والشر، وجعله مسؤولًا عن اختياره.
- الآيات من 10 إلى 20:
“فَلْيَكْفُرْ مَنْ شَاءَ وَلْيُؤْمِنْ مَنْ شَاءَ”: للإنسان حرية الاختيار، فهو حر في أن يكفر أو يؤمن.
“إِنَّا أَعْدَدْنَا لِلْمُتَّقِينَ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ”: أعد الله تعالى للمتقين جنة فيها نعيم دائم.
“وَإِنَّا أَعْدَدْنَا لِلظَّالِمِينَ سَعِيرًا”: أعد الله تعالى للظالمين نار جهنم.
“إِنَّ هَذَا لَقَوْلٌ فَصْلٌ”: هذا القرآن الكريم هو قول فصل، لا يقبل الشك ولا التكذيب.
شرح سورة البلد للأطفال
سورة البلد هي سورة مكية قصيرة، تقع في الجزء الثلاثين من القرآن الكريم، بعد سورة الفجر وقبل سورة الشمس. تتكون من عشرين آية، وتتميز بأسلوبها البسيط المباشر، ولغتها السهلة الفهم.
شرح السورة:
- الآيات 1-3: يقسم الله تعالى بِهَذَا الْبَلَدِ، وهو مكة المكرمة، وبحياة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وبِوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ، أي بآدم عليه السلام وذريته.
- الآيات 4-6: يُذكّر الله تعالى الإنسان بخلقه في كَبَدٍ، أي مشقة وعناء، ثم يُسأله: أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ؟ أي هل يظن أنه لا أحد قادر على إعانته وتدبير أموره؟
- الآيات 7-10: يُنعم الله تعالى على الإنسان بنعم عظيمة، منها الْعَيْنَيْنِ والْلِسَانِ والشَّفَتَيْنِ، ويَهْدِيهِ النَّجْدَيْنِ، أي طريق الخير والشر.
- الآيات 11-16: يُطالب الله تعالى الإنسان بفَلا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ، أي بعبادة الأصنام والمعصية، ويدعوه إلى فَكُّ رَقَبَةٍ، أي تحرير رقبة عبد، أو إِطْعَامٍ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ، أي إطعام الفقراء والمحتاجين، أو رِعَايَةِ يَتِيمٍ ذَا مَقْرَبَةٍ، أي كفالة يتيم قريب، أو إِطْعَامِ مِسْكِينٍ ذَا مَتْرَبَةٍ، أي إطعام فقير مُحتاج.
- الآيات 17-20: يُؤكّد الله تعالى على أن الذين يُؤمنون ويُحسنون إلى الآخرين أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ، أي سينالون السعادة في الجنة، بينما الذين كفروا بآياتنا هم أصحاب المشأمة، أي سينالون العذاب في النار.
عن ماذا تتحدث سورة البلد؟
تتحدث سورة البلد، وهي السورة التسعون من القرآن الكريم، عن عدة مواضيع رئيسية، تشمل:
- تعظيم شأن مكة المكرمة: تبدأ السورة بالقسم بالبلد الحرام، وهو مكة المكرمة، تعظيماً لشأنها ومكانتها الدينية والتاريخية.
- تذكير الإنسان بنعم الله تعالى: تُذكّر السورة الإنسان بنعم الله تعالى عليه، من خلقه ورزقه وإمداده بالحواس والقدرات المختلفة، كالعينين واللسان والشفتين.
- مسؤولية الإنسان تجاه الله تعالى: تُؤكّد السورة على مسؤولية الإنسان تجاه الله تعالى، وأن عليه أن يشكره على نعمه ويؤدي ما عليه من واجبات، مثل تحرير الرقاب وإطعام الطعام للمحتاجين.
- فضل الإيمان والعمل الصالح: تُبيّن السورة فضل الإيمان والعمل الصالح، وأنّهما السبيل للنجاة والفوز في الدار الآخرة.
- ذم الكفر والظلم: تُذمّ السورة الكفر والظلم، وتُحذّر من عذاب الله تعالى للكافرين والمجرمين.
- البشارة للمؤمنين: تُبشّر السورة المؤمنين الصالحين بالأجر العظيم في الجنة.
بشكل عام، تُركّز سورة البلد على تذكير الإنسان بنعم الله تعالى ومسؤوليته تجاهه، وتُحثّه على الإيمان والعمل الصالح، وتُحذّره من الكفر والظلم.
ما معنى فلا اقتحم العقبة في سورة البلد؟
فلا اقتحم العقبة على الدعاء أي فلا نجا ولا سلم من لم ينفق ماله في كذا وكذا . وقيل : شبه عظم الذنوب وثقلها وشدتها بعقبة ، فإذا أعتق رقبة وعمل صالحا ، كان مثله كمثل من اقتحم العقبة ، وهي الذنوب التي تضره وتؤذيه وتثقله . قال ابن عمر : هذه العقبة جبل في جهنم .
لماذا بدأت سورة البلد ب لا؟
قوله: لا، رد لما توهم الإنسان المذكور في هذه السورة، المغرور بالدنيا. أي ليس الأمر كما يحسبه، من أنه لن يقدر عليه أحد، ثم ابتدأ القسم. والبلد: هي مكة، أجمعوا عليه. أي أقسم بالبلد الحرام الذي أنت فيه، لكرامتك علي، وحبي لك.
ما الدروس المستفادة من سورة البلد؟
1. عظمة مكة المكرمة:
أقسم الله تعالى بمكة المكرمة في بداية السورة، مما يدل على مكانتها العظيمة وقدسيتها.
وُصفت مكة المكرمة بـ “البلد الأمن”؛ لِما فيها من أمن للمؤمنين من الظلم والعدوان.
جعلها الله تعالى قبلة للمسلمين في صلاتهم، ووجهة لهم في حجهم وعمرتهم.
2. طبيعة الحياة الدنيا:
خلقت الحياة الدنيا للإنسان في كبد ومشقة، مليئة بالتحديات والصعاب.
لا ينبغي للإنسان أن يغتر بزخارف الدنيا وزينتها، فهي زائلة وفانية.
يجب على الإنسان أن يسعى جاهداً لِما هو باقٍ، وهو الآخرة.
3. نعم الله تعالى على الإنسان:
أنعم الله تعالى على الإنسان بنعم كثيرة لا حصر لها، ظاهرة وباطنة.
من نعم الله تعالى على الإنسان: البصر والسمع واللسان، والهداية إلى طريق الخير والشر.
يجب على الإنسان أن يشكر الله تعالى على نعمه، وأن يستخدمها في طاعته.
4. مسؤولية الإنسان تجاه المحتاجين:
حثّ الله تعالى الإنسان على تحرير الرقاب، وإطعام الطعام للمحتاجين، خاصة في يوم ذي مسغبة.
ربط الله تعالى بين الإيمان والعمل الصالح، فالإيمان لا يكمّل إلا بالأعمال الصالحة.
أكّد الله تعالى على فضل التعاون والتكافل بين المسلمين، واهتمامهم ببعضهم البعض.
5. عاقبة الكفر والظلم:
حذّر الله تعالى الكافرين من عذاب جهنم، ووصفها بأنها نار مؤصدة.
أكّد الله تعالى على أنّه قادر على محاسبة الظالمين والمعتدين، وأنّه لا يفلت من عقاب الله أحد.
6. فضل الإيمان والصبر:
وعد الله تعالى المؤمنين الصابرين بالجنة، ووصفها بأنها دار الخلود والنعيم.
أكّد الله تعالى على أنّ طريق الجنة مليء بالتحديات والصعاب، لكنّه طريقٌ ميسّرٌ للمؤمنين الصابرين.