خطبه عن فضل شهر رجب

خطبه عن فضل شهر رجب يُعرف شهر رجب بأنه بداية فترة الأشهر التي تسبق شهر رمضان، ويتميز بالكثير من الأعمال الصالحة، مثل الصيام والدعاء، حيث يعد فرصة للتوبة والتجديد الروحي.

خطبه عن فضل شهر رجب

الحمد لله نحمده ونستعينه، ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. أشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
أما بعد، فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

أيها المسلمون،
إن شهر رجب من الأشهر الحرم التي خصها الله تعالى بفضائل عظيمة، وجعل فيها من الرحمة والمغفرة ما يفتح للعباد أبوابًا للطاعة والتهذيب الروحي. قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: “إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّـهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّـهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ” [التوبة: 36]، وهذا دليل على أن رجب من أشهر الحج المكرمة التي يجب على المؤمن أن يعظمها.
شهر رجب هو شهر يُستحب فيه الإكثار من العبادة، ومن الدعاء، والتهليل، والتوبة إلى الله. ففيه نزلت أحداث عظيمة، ومنها رحلة الإسراء والمعراج التي رفع فيها النبي صلى الله عليه وسلم إلى السماء، وحدثت فيها معجزات عظيمة تؤكد مكانة هذا الشهر لدى الله ورسوله.

أيها المؤمنون،
إن شهر رجب يعتبر بداية للطريق إلى رمضان، وهو فرصة للمسلم ليتجهز روحياً ويزيد من عمله الصالح. لا تقتصر فضائل رجب على أن نعيش فيه كما نعيش سائر الأشهر، بل يجب علينا أن نغتنم هذا الشهر في الطاعات من صلاة وصيام ودعاء، وأن نعود إلى الله بالاعتراف بذنوبنا والتوبة النصوح.
وقد ورد عن الصحابة رضوان الله عليهم أنهم كانوا يستغلون الأشهر الحرم، ومنها رجب، في الإكثار من الأعمال الصالحة. فقد كان بعضهم يصومون ويكثرون من الذكر والتسبيح.

أيها المسلمون،
في هذا الشهر الكريم، دعونا نتوجه إلى الله بالدعاء، ونطلب منه الرحمة والمغفرة، ونسأله أن يوفقنا لتقوى الله في السر والعلانية، وأن يوفقنا لصيام شهر رمضان وبلوغه بأفضل حال. اللهم اجعل شهر رجب بداية للتوبة والرجوع إليك، واغفر لنا ما مضى من ذنوبنا.
اللهم اجعلنا من الذين يذكرونك في هذا الشهر المبارك، ومن الذين يستغلون لحظاته في التقرب إليك. اللهم آمين.
أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

شاهد ايضا: ماهي الاشهر الحرم

هل هناك حديث صحيح في فضل شهر رجب؟

لا يوجد حديث صحيح يثبت فضل خاص لشهر رجب بشكل عام، إلا أن هناك العديد من الأحاديث التي تتحدث عن الأشهر الحرم بشكل عام، ومن بينها شهر رجب، لكن لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث صحيح يذكر مزايا خاصة لشهر رجب على وجه التحديد.

عن الأشهر الحرم، جاء في الحديث الصحيح:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“إنَّ الزمانَ قد استدار كهيئته يوم خلق الله السمواتِ والأرضَ، السنةُ اثنا عشر شهرًا، منها أربعةٌ حُرمٌ: ثلاثٌ متوالياتٌ: ذو القعدةِ وذو الحجةِ والمحرمُ، ورجبُ مضر الذي بين جمادى وشعبان.”
(رواه البخاري ومسلم)
ولكن بالنسبة للأعمال التي تخص شهر رجب، مثل الصيام أو الدعاء الخاص في هذا الشهر، لم يرد في السنة النبوية ما يدل على تخصيص صيام أو أعمال معينة في رجب غير ما هو مستحب في سائر الأشهر.

أفضل ما قيل عن شهر رجب؟

فيما يلي بعض من أفضل الأقوال التي قيلت عن شهر رجب، وهي تبرز مكانة هذا الشهر كأحد الأشهر الحرم وفضائله:

1.  عن الأشهر الحرم:
   قال الله تعالى في سورة التوبة: “إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّـهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّـهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ” (التوبة: 36)
   وذكر العلماء أن رجب هو أحد الأشهر الحرم التي استحقّت تعظيمًا في الإسلام.
2.  عن الصحابي عبد الله بن عباس رضي الله عنه:
   قال:
   “رجب شهر عظيم، شهر له فضائل خاصة في الجاهلية والإسلام، وقد خص الله هذا الشهر بالتقديس والعظمة.”
   وبينما لم يرد في الحديث النبوي الخاص فضل مميز لشهر رجب سوى كونه من الأشهر الحرم، إلا أن الصحابة كانوا يعظمونه.
3.  عن الإمام الشافعي:
   قال:
   “رجب شهر نفض فيه العبد يديه من ذنوبه وتطهر فيه قلبه من أدران الدنيا.”
   وهذا يدل على أهمية الشهر في التوبة والتجديد الروحي استعدادًا لشهر رمضان المبارك.
4.  مقولة مشهورة:
   “رجب هو الشهر الذي يهدينا إلى رمضان، فالعمل فيه تمهيد للثواب الأكبر في رمضان.”
   هذه المقولة تعكس أهمية الاستعداد الروحي في رجب للثواب الكبير الذي ينتظر في رمضان.
5.  عن بعض السلف الصالح:
   كان بعض السلف يكثرون من الدعاء في رجب ويقولون:
   “اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان.”
   وهذا يدل على اهتمامهم بالشهر ورغبتهم في أن يكون بداية للخشوع والعمل الصالح قبل قدوم رمضان.

ماذا قال الرسول عند دخول شهر رجب؟

لم يرد في السنة النبوية حديث صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم يذكره عند دخول شهر رجب بشكل خاص، سواء بالدعاء أو بالكلام عن فضله بشكل مخصص. لكن، يمكن أن نجد في السنة ما يتعلق بالأشهر الحرم بشكل عام.

ما ورد في الحديث عن الأشهر الحرم:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض، السنة اثنا عشر شهرًا، منها أربعةٌ حرمٌ: ثلاثٌ متوالياتٌ: ذو القعدة وذو الحجة والمحرم، ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان.”
(رواه البخاري ومسلم)

الدعاء المستحب عند دخول أي شهر من الأشهر الحرم:

من المستحب في بداية الأشهر الحرم، ومنها شهر رجب، أن يكثر المسلم من الدعاء والذكر، وخاصة قول:
“اللهم بارك لنا في رجب وشعبان، وبلغنا رمضان.”
وقد ورد عن بعض السلف الصالح أنهم كانوا يدعون هذا الدعاء في بداية رجب.

شاهد ايضا: سر من أسرار لا إله إلا الله

هل ورد حديث في فضل شهر رجب ابن باز؟

الشيخ ابن باز رحمه الله أكد في فتاويه على أنه لا يوجد حديث صحيح يثبت فضل خاص لشهر رجب من حيث صيامه أو تخصيص عبادات خاصة به. كما أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يخصص صيامًا أو عبادات معينة لشهر رجب.
في فتوى له، ذكر الشيخ ابن باز أنه لا يشرع صيام شهر رجب ككل أو تخصيص يوم فيه بالصيام، كما هو شائع عند بعض الناس، وأوضح أن ما ورد في بعض الأحاديث عن فضل صيام رجب ليس صحيحًا.

لكن، يمكن أن يتعبَّد المسلم في رجب مثل سائر الأشهر:

• بالإكثار من الطاعات.
• الدعاء.
  الاستغفار.
• العبادة عمومًا.
• وذلك لأن رجب هو من الأشهر الحرم التي تعظم فيها الأعمال الصالحة، وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله:
• “إنَّ الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض، السنة اثنا عشر شهرًا، منها أربعةٌ حُرُمٌ” (رواه البخاري ومسلم).