فضل الحج والعمرة وشروط وجوبهما
فضل الحج والعمرة وشروط وجوبهما كما سنتعرف في هذا المقال على فضل الحج والعمرة وشروط وجوبهما و شروط العمرة و وجوب العمرة و شروط الحج شروط الحج و وجوب الحج .
محتويات الموضوع
فضل الحج والعمرة وشروط وجوبهما
- إبعاد الفقر وتكفير الذنوب ، كما دل على ذلك أحاديث ، منها :
أ – قوله صلى الله عليه وسلم ” تابعوا بين الحج والعمرة ، فإن متابعة بينهما تنفي الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد ” صحيح ابن ماجة عن عمر . - أنه يعدل الجهاد في سبيل الله ، وخصوصاً للنساء والضعفة ، وذلك لأحاديث ، منها :
أ – عن عائشة رضي الله عنها قالت : قلت يا رسول الله ! نرى الجهاد أفضل الأعمال أفلا نجاهد ؟ قال ” لكنَّ أفضل الجهاد وأجمله ، حج مبرور ثم لزوم الحصر . قالت ” فلا أدع الحج بعد إذ سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم ” البخاري عن عائشة ..
ب – قوله عليه الصلاة و والسلام ” جهاد الكبير والصغير والمرأة الحج والعمرة ” صحيح النسائي .. - الحج المبرور جزاؤه الجنة : كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما ، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة ” البخاري ومسلم .
- محو الخطايا والسيئات : كما قال رسول الله عليه الصلاة والسلام ” من حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه ” البخاري ومسلم .
- الحج أفضل الأعمال بعد الإيمان والجهاد : فإن النبي صلى الله عليه وسلم سئل ” أي الأعمال أفضل ؟ قال ” إيمان بالله ورسوله . قيل ثم ماذا ؟ قال ” الجهاد في سبيل الله . قيل ثم ماذا ؟ قال الحج المبرور ” .
- فضل التلبية : قال رسول الله ” ما من مسلم يلبي إلا لبي من عن يمينه وشماله من حجر أو شجر أو مدر ، حتى تنقطع الأرض من ههنا وههنا ” صحيح الترمذي ..
- فضل الطواف : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” من طاف بهذا البيت سبوعاً فأحصاه كان كعتق رقبة ” صحيح الترمذي . وقال ” لا يضع قدماً ولا يرفع أخرى إلا حط الله عنه بها خطيئة وكتبت له بها حسنة .. ” صحيح الترمذي ..
- فضل مسح الحجر والركن اليماني : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” إن مسحهما كفارة الخطايا ” صحيح الترمذي ..
- فضل يوم عرفة : قال رسول الله ” ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبداً من النار من يوم عرفة وإنه ليدنو ثم يباهى بهم الملائكة فيقول ” ما أراد هؤلاء ؟ ” رواه مسلم .
- الجاج والعمار وفد الله : الله أكبر كما قال رسول الله ” الحجاج والعمار وفد الله ، دعاهم فأجابوه ، وسألوه فأعطاهم ” صحيح الجامع ..
وأخيراً فإن الله تعالى يقول في الحديث القدسي ” إن عبداً أصححت له جسمه ، ووسعت عليه في معيشته ، تمضي عليه خمسة أعوام لا يفد إليّ لمحروم ” صحيح الجامع ..
وقد كان السلف يحرصون على الحج ، العلماء والخلفاء ، والقادة وغيرهم ، حتى إن الخليفة العباسي هارون الرشيد كان يغزو عاماً ويحج عاماً . وكان بعض الصالحين يتحسر إذا فاته الحج ، ويقول ” لئن سار القوم وقعدنا ، وقربوا وبعدنا فما يؤمننا أن نكون ممن ” كره الله انبعاثهم فثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين ” ..
شروط العمرة
يشترط للعمرة ما يشترط للحج، وهو:
- الإسلام.
- البلوغ.
- الحرية.
- العقل.
- الاستطاعة، ومن لم تتحقق له مجتمعه سقطا عنه، بل لو نقص شرط من هذه الشروط الخمسة سقط الفرضان
وشرط آخر على المرأة وهو وجود المحرم معها.
أما الواجبات فهي:
- أولاً: كون الإحرام من الميقات إن كان الميقات بينه وبين مكة، أو الحل لمن كان في الحرم.
- ثانياً: الحلق أو التقصير.
- هذه هي واجبات العمرة، من ترك شيئاً منها يجب عليه دم.
وجوب العمرة
- العمرة واجبة مع القدرة عليها في العمر مرة واحدة، سواء كان من أهل مكة أو من غيرهم على الصحيح من أقوال أهل العلم، وهو الأظهر عند الشافعية، والمذهب عند الحنابلة.. قال الإمام النووي في “منهاج الطالبين”: الحج هو فرض وكذا العمرة في الأظهر.
- وقال المرداوي في الإنصاف: والعمرة إذا قلنا تجب فمرة واحدة بلا خلاف، والصحيح من المذهب أنها تجب مطلقا، أي على المكي وغيره، وعليه جماهير الأصحاب.. انتهى.
- ولكن لا تجب إلا على من قدر عليها بماله وبدنه أو بماله، فإنه ينيب من يعتمر عنه، وهي واجبة على الفور كالحج عند الحنابلة، قال ابن مفلح في الفروع: من لزمه الحج أو العمرة لم يجز تأخيره، بل يأتي به على الفور، نص عليه ـ أي أحمد بن حنبل.
- وأما الشافعية، فلا تجب عندهم على الفور كالحج، بل له أن يؤخرها بشرط العزم على الفعل في المستقبل إلا إذا خشي الهلاك، فإنه يحرم عليه التأخير، لأن الواجب الموسع إنما يجوز تأخيره بشرط أن يغلب على الظن السلامة إلى وقت فعله، كما في “أسنى المطالب” لشيخ الإسلام زكريا الأنصاري.
- ولا يجب على المرء الحج ولا العمرة إلا إذا كان له زاد وراحلة فاضلين عن دَينه ومؤنة من عليه نفقتهم مدة ذهابه وإيابه ومسكنه وعبد يحتاج إليه لخدمته، وعليه، فما دمت لا تمتلك المسكن، فإنه لا يجب عليك الحج ولا العمرة، لأنك غير مستطيع، وقد قال الله تعالى: وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً [آل عمران: 97].
شروط الحج
للحج خمسة شروط يجب توافرها ليكون حج المسلم حجًا صحيحًا مقبولًا بإذن الله، وهذه الشروط هي:
- الشرط الأول: الإسلام
من شروط الحج أن يكون الحاج مسلمًا موحدًا بالله تعالى، وذلك لقوله تعالى في سورة التوبة: {إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا}
وبما أنّ الحج من أركان الإسلام فشرط لها أن يكون مؤديها مسلم ودينه الإسلام، فالعبادات في الإسلام لا تُطلب إلا من المسلمين، يقول تعالى في سورة التوبة – الآية 54: {وما منعهم أن تقبل منهم نفقاتهم إلا أنهم كفروا بالله وبرسوله} - الشرط الثاني: العقل
فلا فروض ومن بينها الحج على مجنون، والعقل واحد من شروط الحج الواجبة على المسلمين؛ فعن عائشة – رضي الله عنها – عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: “رفع القلم عن ثلاثةٍ: عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصغير حتى يكبر، وعن المجنون حتى يعقل أو يفيق” -رواه أحمد - الشرط الثالث: البلوغ
من شروط الحج في الإسلام البلوغ، فالحج لا يجب على الصغير أو الصبي حتى يبلغ، ولكنه إذا حج وهو صغير قبل البلوغ صح حجه لكنه لا يجزئه عن حجة الإسلام؛ وذلك لحديث ابن عباس – رضي الله عنهما – أن امرأة رفعت إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – صبيًا، فقالت: ألهذا حج؟ قال: “نعم ولك أجر” -رواه مسلم
وقال عليه الصلاة والسلام: “أيما صبي حج ثم بلغ الحنث فعليه أن يحج حجة أخرى..” -رواه الخطيب البغدادي وصححه الألباني - الشرط الرابع: الحرية
من شروط الحج في الإسلام أن يكون المسلم حر، حيث لا يجب الحج على المملوك، ولكنه إذا حج فحجه صحيح لكن لا يجزئه عن حجة الإسلام؛ لقوله – صلى الله عليه وسلم – : “وأيما عبد حج ثم أعتق، فعليه أن يحج حجة أخرى” -رواه الخطيب البغدادي وصححه الألباني - الشرط الخامس: الاستطاعة
تعني الاستطاعة امتلاك القدرة المالية والبدنية، والاستطاعة تختلف باختلاف الناس وما اعتادوا عليه. وتُعد الاستطاعة شرطًا لوجوب الحج بإجماع العلماء، وقد استدلوا بقوله تعالى في محكم كتابه:
{ولله على النَّاسِ حجُّ البَيْتِ لِمَن اسْتَطاعَ إلَيْه سَبيلًا}
في الآية الكريمة يربط الله تعالى الحج بالاستطاعة والقدرة، ومن لم يستطع فالحج لا يجب عليه، وقد اجتمع العلماء باتفاق المذاهب الأربعة على أنّ من حج دون أن يجد الراحلة والزاد فقد صح حجه ووقع مجزئًا عن الحج الواجب. واستدل العلماء في هذا الرأي على أنّ بعض الصحابة رضي الله عنهم حجوا دون أن يملكوا زادهم وراحلتهم ولم يؤمروا بالإعادة. - أنواع الاستطاعة
- الاستطاعة بالمال والبدن: إذا كان المسلم لديه القدرة المادية والبدنية فالحج واجب عليه.
- الاستطاعة بالبدن دون المال: من كان قادرًا ببدنه دون ماله ولا يستطيع الوصول إلى مكة فإن الحج لا يجب عليه.
- الاستطاعة بالمال دون البدن: فإن كان الإنسان قادرًا بماله دون بدنه فإنه ينيب من يحج عنه؛ لفعل المرأة الخثعمية التي سألت النبي – صلى الله عليه وسلم – فقالت: يا رسول الله إن أبي أدركته فريضة الله على عباده في الحج شيخًا كبيرًا لا يثبت على الراحلة أفأحج عنه؟ قال عليه الصلاة والسلام: نعم. وكان ذلك في حجة الوداع شريطة أن يكون النائب قد حج عن نفسه.
وجوب الحج
شروط وجوب الحج على الإنسان هي:
الإسلام، والبلوغ، والعقل، والاستطاعة المالية والبدنية لأداء هذه الفريضة، فمن قدر بدنيًّا ولم يقدر ماليًّا فلا يجب عليه الحج، ومن قدر ماليًّا وعجز بدنيًّا أناب عنه مَن يؤدي الفريضة مكانه – على المختار للفتوى -، ومن كان عليه دَيْنٌ حَالٌّ فعليه أن يؤديَه لأهله ثم يحج ويعتمر. وَصَلَّىٰ اللَّه وَسَلَّمَ وبارَكَ علىٰ سَيِّدِنَا ومَولَانَا مُحَمَّد، وَعَلَىٰ آلِهِ وصَحبِهِ والتَّابِعِينَ، والحَمْدُ للَّه ربِّ العَالَمِينَ.
فضل الحج ومكانته في الإسلام
قال الله تعالى { إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركًا وهدى للعالمين.فيه آيات بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان آمنًا ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلاً ومن كفر فإن الله غنى عن العالمين }[ آل عمران 96، 97 ]، وهذه الفريضة من أركان الإسلام الخمسة التي بينها الرسول صلوات الله وسلامه عليه في حديث ( بنى الإسلام على خمس )، وقد فرض مرة واحدة في العمر على كل مسلم ومسلمة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( يا أيها الناس قد فرض عليكم الحج فحجوا، فقال رجل: أكل عام يا رسول الله؟ فسكت صلى الله عليه وسلم حتى قالها ثلاثًا ،ثم قال رسول الله عليه الصلاة والسلام ـ صلى الله عليه وسلم ـ لو قلت نعم لوجبت ولما استطعتم ) .
والحج هجرة إلى الله تعالى استجابة لدعوته وموسمًا دوريًا يلتقي فيه المسلمون كل عام على أصفى العلاقات وأنقاها ليشهدوا منافع لهم على أكرم بقعة شرفها الله. وعبادات الإسلام وشعائره تهدف كلها إلى خير المسلمين في الدنيا والآخرة، ومن هنا كان الحج عبادة يتقرب بها المسلمون إلى خالقهم، فتصفوا نفوسهم، وتشف قلوبهم فيلتقون على المودة، ويربط الإيمان والإسلام بينهم رغم تباعد الأقطار واختلاف الديار، إذ إن من أهداف الإسلام جمع الكلمة وتوجيه المسلمين إلى التدارس فيما يعينهم من شئون الحياة ومشاكلها اقتصادية واجتماعية.
والقرآن والسنة يرشدان المسلم إلى أن يجعل حجه لله وحجه امتثالاً لأمره وأداء لحقه ووفاء لعهده وتصديقًا بكتابه. ومن أجل هذا وجب على الحاج أن يخلص النية لربه فيما يقصد إليه، وألا يبتغى بحجه إلا وجه الله تعالى.
ومن مظاهر الإخلاص في الحج وحسن النية أن يرد ما عليه من حقوق لأصحابها إن استطاع، والتوبة إلى الله بإخلاص مع الاستغفار، وتسليم الأمر إليه إن عجز عن الرد، وأن يترضى أهله، ويصل رحمه، ويبر والديه، قال تعالى { وما تفعلوا من خير يعلمه الله وتزودوا فإن خير الزاد التقوى واتقون يا أولى الألباب } [البقرة 197].انتهى كلام الشيخ جاد الحق.
وفي الحج يظهر التجرد من الدنيا، حيث يضحي المسلم بماله ووقته وصحته، غير راغب في متاع من الدنيا، طامعا في كرم موالاه أن يرجعه بحج مبرور، وذنب مغفور. وفي الحج تظهر وحدة الأمة وتماسكها، وأن المسلمين يد على من سواهم، ويسعى بذمتهم أدناهم، فالكل يؤدي شعائر واحدة، ويتوجهون وجهة واحدة راجين القبول من الله تعالى .
وفيه المساواة ، ذلك المبدأ الإسلامي الرفيع، فلا فرق بين عظيم وحقير، أو كبير وصغير، فالكل سواء ، ولا تفاضل بينهم إلا بالتقوى والعمل الصالح. وفي الحج تربية للنفس، وتهذيب لها، وترقيق للقلوب، بالانصياع لأوامر علام الغيوب، وستار العيوب، وخروجا عن عادات ألفتها، من حب الدنيا وشهواتها، واللهث وراءها ، فتتعلم النفس أن تكون عند حدود الله وقافة، طائعة ، راضية بما يقدر.
وفي الحج تجسميم لحضارة الإسلام، فيتذكر المسلم عند أداء الشعائر أبانا إبراهيم، وابنه إسماعيل،وأمنا هاجر، فيعلم أن المسلمين يرجع تاريخهم إلى أبي الأنبياء إبراهيم ، وغير ذلك من المعاني السامية التي يستشعرها الحاج خلال رحلة الشوق إلى الله تعالى.