اسلاميات

هل يرتاح الظالم في حياته

هل يرتاح الظالم في حياته كما سنتعرف على صفات الإنسان الظالم وانتقام الله من الظالم في الدنيا ولماذا يمهل الله الظالمين ولماذا الظالم يعيش حياة سعيدة؟ والكثير من المعلومات التي تهمك حول هل يرتاح الظالم .

هل يرتاح الظالم في حياته

هل يرتاح الظالم في حياته
هل يرتاح الظالم في حياته

للظالم جزاءً في الدنيا يسلبه الله سبحانه وتعالى كل سبل الهداية وينغص عليه حياته؛ فالظالم لا يرتاح أبداً قال تعالى: «والله لا يهدي القوم الظالمين»، بالإضافة إلى عقوبة الله المعجلة في الدنيا؛ فقد يغفل الظالم ولكن عين الله لا تغفل لذلك يقول الرسول عليه الصلاة والسلام: اتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب ويرفعه الله فوق الغمام ثم يقول وعزتي وجلالي لأنصفنك ولو بعد حين.

ونوه إلى أن الله عز وجل حرم الظلم على نفسه وقال: «ياعبادي أني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا»، وما ربك بظلام للعبيد فكذلك جعله في الأرض بين العباد محرماً وما يوم القيمة إلا لإقامة العدل وأن النبي بين لنا أنه يوم القيامة يقتص من «الشاة القرناء للشاة الجلحاء» أي لو شاة لها قرون وأخرى ليس لها ونطحتها تأخذ يوم القيامة حقها منها ثم يقول لها الله سبحانه وتعالى «كوني تراباً» فلما يرى الكفار والظالم تحول هذه الكائنات إلى تراب يقول الكافر: «يا ليتني كنت تراباً».

علامات سقوط الظالم

علامات سقوط الظالم
علامات سقوط الظالم

يكون انتقام الله من الظالم على أربعة مراحل كما يلي:

  1.  الإملاء هو الإمهال فقد جاء في قوله تعالى: «وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ»، أى أن الله يُمهلُ الظالم لعله يرجع عن ظلمه ويتوب عنه.
  2.  الاستدراج «سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ» وليس الاستدراج أن تضيق الدنيا على الظالم، ولكن قد يفتحُ الله للظالم أبواباً ويُعطيه من ملذَّات الدنيا وأكثر مما يستحقُّ وفوق ما يتصوَّر.
  3.  التزيين «وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ»، وفي هذه المرحلة يموت قلب الظالم ويرى كل قبيحٍ يفعله جميلاً، لا يعود لديه إحساسٌ بالذنب، وموتُ قلبه لا يجعل فيه حياةً ليلومه على أفعاله بعد ذلك.
  4.  الأخذ «وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ» وفي هذه المرحلة تنزل عقوبة الله على الظالم، وكما هو وارد في هذه الآية الكريمة؛ تكون العقوبة أليمةً وشديدةً؛ حتى يعرف الظالم شرَّ ما اقترفت يداه.

صفات الإنسان الظالم

صفات الإنسان الظالم
صفات الإنسان الظالم

صفات عامة:

  • الأنانية: يهتم الظالم بنفسه فقط ولا يُبالي بمشاعر الآخرين أو احتياجاتهم.
  • التجبر: يُحب الظالم السيطرة على الآخرين وإخضاعهم لإرادته.
  • التكبر: يرى الظالم نفسه أفضل من الآخرين ويُقلل من شأنهم.
  • العدوانية: يُلجأ الظالم إلى العنف والتهديد لتحقيق أهدافه.
  • الحقد: يحمل الظالم مشاعر الكراهية والحقد تجاه الآخرين.
  • الغدر: لا يُمكن الوثوق بالظالم فهو يُخلف وعوده ويغدر بالآخرين.
  • الجشع: لا يشبع جشع الظالم فهو يُريد المزيد والمزيد من المال والسلطة.
  • القسوة: يُعامل الظالم الآخرين بقسوة دون رحمة أو شفقة.

صفات سلوكية:

  • يُسيء استخدام السلطة: إذا كان الظالم في منصب سلطة، فإنه يُستخدمها لظلم الآخرين واستغلالهم.
  • يُنتهك حقوق الآخرين: لا يحترم الظالم حقوق الآخرين ويُنتهكها دون خوف من العواقب.
  • يُكذب ويُخادع: يلجأ الظالم إلى الكذب والخداع لتحقيق أهدافه.
  • يُشيع الفساد: يُفسد الظالم المجتمع ويُنشر الظلم والفساد.
  • يُظلم الضعفاء: يُستضعف الظالم الضعفاء ويستغلهم.

صفات أخلاقية:

  • يفتقر إلى الأخلاق: لا يهتم الظالم بالقيم الأخلاقية ولا يلتزم بها.
  • يُبرر ظلمه: يُحاول الظالم تبرير ظلمه من خلال إلقاء اللوم على الآخرين أو ادعاء أنّه يفعل ذلك لخيرهم.
  • لا يشعر بالندم: لا يشعر الظالم بالندم على أفعاله ولا يُبالي بمعاناة الآخرين.

انتقام الله من الظالم في الدنيا

انتقام الله من الظالم في الدنيا
انتقام الله من الظالم في الدنيا

قضى الله -سبحانه وتعالى- أن يُمهل الناس الظالم ولا يعجّلوا لهم العقوبة؛ لحِكَم كثيرة، منها:

استدراج الظالم ليأخذه الله -تعالى- على أقبح حالٍ وأشنع صورةٍ، وفي ذلك قال الله سبحانه وتعالى: (إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ) ، وقد يكون الإمهال فرصةً للتّوبة والرجوع إلى الحق – سبحانه وتعالى-؛ فمن صفاته أنّه حليم، أو أنّ المظلوم قد سبق له ظلم أحد في حياته، فيكون الظلم الواقع عليه عقوبةً له على ظُلمه السابق.

إنّ الله -سبحانه وتعالى- توعّد للظالمين بتعجيل العقوبة لهم في الدنيا؛ لسوء الظلم، وكثرة أضراره على المجتمع، حيث قال الرّسول – صلّى الله عليه وسلّم-: (ليس شيءٌ أُطِيعَ اللهُ -تعالى- فيه أعجلَ ثوابًا من صلَةِ الرحِمِ، وليس شيءٌ أعجلَ عقابًا من البغْيِ وقطيعةِ الرَّحم)؛ ولذلك فإنّ عقوبة الظالم في الدنيا قد تظهر في خاتمته، فتكون نهايته أليمةً شديدةً؛ انتقامًا للمظلوم، حيث قال الرّسول – صلّى الله عليه وسلّم-: (إن اللهَ ليُملي للظالمِ، حتّى إذا أخذه لم يفلتْهُ، قال: ثمّ قرأ: (وَكَذَٰلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَىٰ وَهِيَ ظَالِمَةٌ ۚ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ).

ومن مظاهر العقوبة الدنيويّة للظالم الحرمان من البركة وزوال النِّعم، فقد قال الله -تعالى- في سورة القلم، عن أصحاب الجنّة الذين عزموا على عدم إعطاء الفقراء حقّهم منها: (إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ*وَلَا يَسْتَثْنُونَ*فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِّن رَّبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ*فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ*فَتَنَادَوْا مُصْبِحِينَ*أَنِ اغْدُوا عَلَى حَرْثِكُمْ إِن كُنتُمْ صَارِمِينَ*فَانطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ*أَن لَّا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُم مِّسْكِينٌ*وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ*فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ*بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ).

ومن صور العقوبة التي تحلّ بالظالم في الحياة الدنيا القِصاص، فقد جعل الله – تعالى- القِصاص وسيلةً لأخذ الحقّ من الظالم، حيث قال الله – تعالى-: (وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنفَ بِالْأَنفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَّهُ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ).

لماذا يمهل الله الظالمين

لماذا يمهل الله الظالمين
لماذا يمهل الله الظالمين

يقول ابن عاشور في تفسير هذه الآية: “والمعنى: أنهم فيما كسبوه من الشرك والعناد أحرياء بتعجيل العقوبة؛ لكن الله يمهلهم إلى أمد معلوم مقدر. وفي ذلك التأجيل رحمة بالناس بتمكين بعضهم من مهلة التدارك، وإعادة النظر، وفيه استبقاؤهم على حالهم زمنا.

لا يموت ظالم في الدنيا حتى ينتقم الله منه إسلام ويب

لا يموت ظالم في الدنيا حتى ينتقم الله منه إسلام ويب
لا يموت ظالم في الدنيا حتى ينتقم الله منه إسلام ويب

لا يلزم تأخير العقوبة إلى يوم القيامة فإنه قد ينال الظالم في الدنيا من عقوبة الله تعالى ما شاء الله، وقد يملي له ثم يأخذه أخذة شديدة، كما في حديث الصحيحين: إن الله ليملي للظالم، فإذا أخذه لم يفلته، ثم قرأ: وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد.

وقد جاء في كتاب الله تعالى ذكر بعض العقوبات لمن عجل الله لهم العقوبة, كما في قوله تعالى: (فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ * فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) [الأنعام:44-45], وكقوله: ( وَلا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيباً مِنْ دَارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ) [الرعد:31]

وقوله : (فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ * أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ * وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ * وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ ثُمَّ أَخَذْتُهَا وَإِلَيَّ الْمَصِيرُ*). الحج 45-48], وقوله تعالى: وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لَا يُرْجَعُونَ * فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ {القصص:39-40}.

قال الطبري: وقوله:( فانظر كيف كان عاقبة الظالمين) يقول تعالى ذكره: فانظر يا محمد بعين قلبك: كيف كان أمر هؤلاء الذين ظلموا أنفسهم فكفروا بربهم، وردوا على رسوله نصيحته، ألم نهلكهم فنورث ديارهم وأموالهم أولياءنا، ونخولهم ما كان لهم من جنات وعيون وكنوز، ومقام كريم، بعد أن كانوا مستضعفين، تقتل أبناؤهم، وتستحيا نساؤهم، فإنا كذلك بك وبمن آمن بك وصدقك فاعلون مخولوك وإياهم ديار من كذبك، ورد عليك ما أتيتهم به من الحق وأموالهم، ومهلكوهم قتلا بالسيف، سنة الله في الذين خلوا من قبل. اهـ

وهذا من حكمته تعالى حيث يعجل عقاب بعض الناس, ويؤخر البعض ليوم القيامة, فإنه لو عجل عقاب الجميع لهلك الناس, فقد قال الشيخ الأمين الشنقيطي في الأضواء عند الكلام على قول الله تعالى: وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ {النحل:61} قال: ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة: أنه لو عاجل الخلق بالعقوبة لأهلك جميع من في الأرض، ولكنه حليم لا يعجل بالعقوبة؛ لأن العجلة من شأن من يخاف فوات الفرصة، ورب السموات والأرض لا يفوته شيء أراده

وذكر هذا المعنى في غير هذا الموضع, كقوله في آخر سورة فاطر:{ وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيرًا، وقوله: { وربك الغفور ذو الرحمة لو يؤاخذهم بما كسبوا لعجل لهم العذاب} [ الكهف : 58 ] الآية, وأشار بقوله: {ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى} إلى أنه تعالى يمهل ولا يهمل, وبين ذلك في غير هذا الموضع, كقوله: {ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار} [ إبراهيم : 42 ]، وقوله: {ولولا أجل مسمى لجآءهم العذاب} [العنكبوت :53].

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

رجاء تعطيل مانع الاعلانات لاستكمال تصفح موقعنا المحتوى العربي لكم جزيل الشكر