اسلاميات

أهمية تطبيق الشعائر الإسلامية في تنظيم الحياة

أهمية تطبيق الشعائر الإسلامية في تنظيم الحياة وسنتعرف ايضا على اهمية القيم في العصر الحديث و القيم الإسلامية في القرآن و انواع القيم الاسلامية و أقوال في القيم والمبادئ الإنسانية .

أهمية تطبيق الشعائر الإسلامية في تنظيم الحياة

أهمية تطبيق الشعائر الإسلامية في تنظيم الحياة
أهمية تطبيق الشعائر الإسلامية في تنظيم الحياة
  • أصبح المسلم في حال طاعة مستمرة طوال عامه، فهو دائما مع الله، إما طاعة يومية أو أسبوعية أو سنوية أو في العمر مرة واحدة.
  • وهذه العبادات تستوعب الكيان البشري كله، فالمسلم لا يعبد الله تعالى بلسانه فحسب، أو ببدنه فقط، أو بقلبه لا غير أو بعقله مجردا أو بحواسه وحدها، بل يعبده سبحانه بهذه الأشياء كلها، بلسانه ذاكرا داعيا تاليا، وببدنه مصليا صائما مجاهدا، وبماله متصدقا باذلا، وبقلبه خائفا راجيا محبا متوكلا، وبعقله متفكرا متأملا، وبحواسه كلها مستعملا إياها في طاعة الله عز وجل.
  • وإذا تعبد الله خلقه بشيء فإنما يتعبدهم بما يصلح أنفسهم، ويعود عليهم بالخير في حياتهم الروحية والمادية، الفردية والاجتماعية، والدنيوية والأخروية.
  • فإذا نظرنا إلى الصلاة مثلا فإنها ليست مجرد عدد من الركعات يؤديها المسلم وينتهي الأمر عند خروجه من المسجد، لا فالصلاة هي من أقوى العبادات التي تقوى صلة العبد بربه، وتعود المسلم على النظام وضبط الوقت، وتبعده عن ارتكاب المعاصي، وتطهره من سوء القول وسوء العمل.
  • قال تعالى: «وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر».
  • والصلاة بها يشعر المسلم بأنه جزء من المجتمع الذي يعيش فيه، فمن خلال صلاة الجماعة تتوحد الأمة وينتشر التراحم والتعاطف والمساواة بين أفراد المجتمع المسلم.
  • لأن ربهم واحد وقبلتهم واحدة ودستورهم هو القرآن وسنة نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم.
  • إن الغرض الحقيقي من الصلاة يتحقق على خير وجه عندما تكون الصلاة جماعة، فروح كل صلاة روح اجتماعية، حتى الراهب يعتزل جماعة الناس لعله يوفق في محرابه إلى محبة الله والجماعة، والطائفة المتعبدة هم أناس اجتمعوا معا يحييهم أمل واحد فيجمعون أمرهم على هدف مقرر، ويفتحون أعماق أنفسهم لتلبية باعث واحد.
  • وإنها لحقيقة سيكولوجية أن الاجتماع ينمي قوى الإدراك عند الرجل العادي ويعمق شعوره، ويحرك إرادته إلى درجة لا يعرفها في عزلته ووحدته، وعلى هذا فإن صلاة الجماعة في الإسلام – إلى جانب مالها من قيمة فكرية – تشير إلى الأمل في تحقيق الوحدة الضرورية للبشر كحقيقة من حقائق الحياة، وذلك بالقضاء على جميع الفوارق التي تميز بين إنسان وأخر.
  • والزكاة تعد علاجا عمليا بعيد الغاية لضعف النفس وتحصينها من أدواء الشح والأثرة وعبادة المال.
  • والزكاة المفروضة ليست ضريبة تؤخذ من الجيوب بل هي أولا غرس لمشاعر الحنان والرأفة، وتوطيد لعلاقات التعاون والألفة بين شتى الطبقات، وفي ذلك يقول سبحانه: «خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها». فتنظيف النفس من أدران النفس، والتسامي بالمجتمع إلى مستوى أنبل هو الحكمة الأولى.
    -وكذلك شرع الإسلام الصوم: فلم ينظر إليه على انه حرمان مؤقت من شهواتها المحظورة ونزواتها المنكودة.
    -يقول النبي – صلى الله عليه وسلم – «من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه».
  • ويقول أيضا: «الصيام جنة، فإذا كان صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب ولا يفسق، وإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني صائم». من هنا فإن الصيام دعوة إلى ضبط النفس والتحلي بالأخلاق الكريمة، والصبر على تحمل الآخرين، وتزكية للنفس وتطهير للقلب، ومراقبة للرب عز وجل. إن صوم رمضان عبادة تلتقي في هدفها مع أهداف القرآن في تربية العقول والأرواح، وتنظيم الحياة، وهو يوحد بين المسلمين في أوقات الفراغ والعمل، وأوقات الطعام والشراب، ويفرغ عليهم جميعا صبغة الإنابة والرجوع إلى الله، ويرطب ألسنتهم بالتسبيح والتقديس ويعفيها عن الإيذاء والتجريح، ويسد عليهم منافذ الشر والتفكير فيه بمحبة الخير والبر لعباد الله، ويغرس في نفوسهم خلق الصبر الذي هو عدة الحياة، وهكذا يريد الله أن يكون الإنسان.
  • وقد يحسب البعض أن السفر إلى البقعة المقدسة للمستطيع لأداء فريضة الحج والقيام بأداء المناسك إنما هذه عبادات غيبية أمرنا الله بها. لا فالله سبحانه يقول: «الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج وما تفعلوا من خير يعلمه الله وتزودوا فإن خير الزاد التقوى واتقون يا أولي الألباب».
  • إن الحج لم يشرع لمجرد ذكر الله، ولا لمجرد طواف المسلم منفردا ببدنه حول بيت الله الحرام، ولا مجرد وجوده واكتحال عينه بالمشاهد المقدسة، وإنما شرع لذلك وأعم منه، شرع ليكون السبيل لجمع المتفرق، ولم المشتت، وتقابل الآراء بالآراء، ثم ليعود المجتمعون وقد حملوا مسؤولياتهم المشتركة، وأخذ كل منهم نصيبه منها، يعمل مع أهله ومواطنيه على تحقيقها والقيام بواجبها في حفظ إنسانيتهم، ورسم طرق سعادتهم وليتكون من جميعهم أمة واحدة، تلك هي المثالية الفاضلة التي أعلى الله شانها ورفع ذكرها.
  • وللحج دوره البارز في تحقيق التكافل الاجتماعي، وإطعام الجائعين، والعطف على البؤساء المحرومين من خلال ذبائح الهدى يقول سبحانه: «فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير».
  • إن العبادات في الإسلام لم تقتصر على الشعائر التعبدية المعروفة من صلاة وزكاة وصوم وحج، بل تشمل كل حركة وكل عمل ترتقي به الحياة ويسعد به الناس.
  • فالعبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنية والظاهرة، فالصلاة والزكاة والصيام والحج، وصدق الحديث أداء الأمانة، وبر الوالدين وصلة الأرحام والوفاء بالعهد والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، ومجاهدة الكفار والمنافقين والإحسان للجار واليتيم والمسكين وابن السبيل، والدعاء والذكر، وحب الله تعالى ورسوله، وخشيته لله تعالى والإنابة إليه، وإخلاص الدين له، والصبر والحكمة والشكر لنعمه، والرضا بقضائه والتوكل عليه والرجاء لرحمته والخوف من عذابه وأمثال ذلك كله من العبادة.
  • فإن لم يستفد المرء منها بما يزكي قلبه وينقى لبه ويهذب بالله وبالناس صلته فقد هوى.
  • قال تعالى: «إنه من يأت ربه مجرما فإن له جهنم لا يموت فيها ولا يحيا ومن يأته مؤمنا قد عمل الصالحات فأولئك لهم الدرجات العلا جنات عدن تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك جزاء من تزكى» صدق الله العظيم.

أثر القيم الإسلامية على الفرد والمجتمع

أثر القيم الإسلامية على الفرد والمجتمع
أثر القيم الإسلامية على الفرد والمجتمع
  • أغلب القِيَم الإيجابية يتضمن نهيا عن نقيضها، والعكس صحيح؛ فالأمر بالصدق – مَثلاً – يتضمن نهيا عن الكذِبِ، والنهي عن السرقة يعد أمرا ضمنيا بالأمانة .. إلخ.
  • فالقيم في الإسلام مستمدة من نصوص الكتاب والسنة، وأصول هذه القيم تقررها الفطرة، ويصدقها العقل، وهي ثابتةٌ لا تتغير بتغير الزمان والمكان، ولا بتبدل الظُّروف والأحوال، ولكن قد تتغير وسائل تحقيقِها؛ فالتغير في القيم الإسلامية عبارة عن مرونة في التطبيق بما لا يُخل بأصل القيمة.
  • وتتنوع القيم في الإسلام ما بين قيمٍ عليا؛ كالعبودية والعدل، والحق والإحسان والحكمة، وقيم حضارية؛ كالاستخلاف والمسؤولية والحرية، والجمال والأمن والقوة والعمل، وقيم خلقية؛ كالصدق والأمانة والنصح والتعاون، والخير والأخوة والرحمة.
  • وتمتاز القيم الإسلامية عن غيرها من حيث مصدرها وغاياتها، فهي قواعد مستمدة من نصوص الكتاب والسنة، وغايتها توجيه قلب المسلم إلى خالقه محبةً وتعظيما وتذللا، وتحدد وجهته إلى غاية واحدة سامية، وهي تحقيق رضا الله تعالى.
  • ويعتبر علماء التربية أن للقيم دورا في توجيه سلوك الفرد والجماعة، فهي تقوده إلى إصدار الأحكام على الممارسات العملية التي يقوم بها، وهي الأساس السليم لبناء تربوي متميز، كما أنها تسهم في تشكيل الكيان النفسي للفرد،

اهمية القيم في العصر الحديث

اهمية القيم في العصر الحديث
اهمية القيم في العصر الحديث
  • تلعب القيم دوراً بارزاً في حياة الأفراد، فهي تشكل الجانب المعنوي في السلوك الإنساني، والعصب الرئيس للسلوك الوجداني، والثقافي، والاجتماعي عند الإنسان.
  • ويمكن القول إن القيم تشكل مضمون الثقافة ومحتواها، والثقافة هي التعبير الحي عن القيم، كما أنها تلعب دوراً بارزاً في تحديد سلوك الفرد، ويمكن تلخيص أهميتها في حياة الفرد في الأمور الآتية: تلعب القيم دوراً مهماً في تشكيل الشخصية الفردية وتحديد أهدافها في إطار معيار صحيح، ولقد كانت شخصية النبي عليه السلام نموذجاً حياً لمنظومة القيم التي جاء بها الدين، ولهذا فقد قالت السيدة عائشة عندما ُسئلت عن أخلاق النبي “كان خلقه القرآن”.
  • كما تعمل القيم على إصلاح الفرد نفسياً وخلقياً، وضبط دوافعه وشهواته ومطامعه كي لا تتغلب على عمله، وتوجهه نحو الخير والإحسان والواجب.
  • ولهذا تراجع أبو بكر الصديق رضي الله عنه عن قراره قطع النفقة عن مسطح بعد أن خاض مسطح في حديث الإفك الذي مس عائشة رضي الله عنها وذلك بعد نزول قوله تعالى “وَلا يَأْتَلِ أُوْلُوا الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ”.
  • فقال أبو بكر الصديق والله إني لاحب أن يغفر الله لي فَرَجَعَ إِلَى مِسْطَحٍ النَّفَقَةَ الَّتِى كَانَ يُنْفِقُ عَلَيْهِ وَقَالَ وَاللَّهِ لاَ أَنْزِعُهَا مِنْهُ أَبَدًا”، وبمثل هذه المعايير تنتصر قيم الخير والفضيلة كقيمة الصفح والعفو على كل دوافع النفس الأمّارة بالسوء كالغضب والتشفي وحب الانتقام، وتحقق للفرد الإحساس بالأمان، فهو يستعين بالقيم على مواجهة ضعف نفسه والتحديات والمحن التي تصادفه في حياته.
  • كما أن القيم تدفع الفرد إلى العمل وتوجه نشاطه، وتعمل على حفظ نشاطات الأفراد وبقائها موحدة ومتناسقة، وصيانتها من التناقض والاضطراب، يقول “إذا قامت القيامة وبيد أحدكم فسيلة، فإن استطاع أن يغرسها فليفعل”.
  • أما على المستوى الاجتماعي، فالقيم تحفظ على المجتمع تماسكه؛ إذ تحدد له أهدافه ومثله العليا ومبادئه المستقرة، وبالتالي يستقيم المجتمع في وحدة واحدة تحفظه من التشرذم والفرقة، وتربط -أجزاء ثقافة المجتمع بعضها بعضا حتى تبدو متناسقة، وتعطيها أساساً عملياً يستقر في أذهان أفراد المجتمع، وذلك لكون الثقافة تحتكم لمعايير موضوعية منضبطة تقبل المتسق مع قيم المجتمع وتنبذ ما ينافرها
  •  وتساعد المجتمع على مواجهة التغيرات التي تحدث فيه، وذلك بتحديدها الاختيارات الصحيحة التي تسهل على الناس حياتهم، وتحفظ للمجتمع استقراره وكيانه في إطار موحد، وذلك لكون القيم بمثابة الميزان الذي توزن به الأشياء، وبالتالي تعد معياراً لما يقبل أو يرفض من السلوكيات.

القيم الإسلامية في القرآن

القيم الإسلامية في القرآن
القيم الإسلامية في القرآن
  • القرآن الكريم هو أصل الأخلاق الإسلامية , والإسلام يربط بين القول والعمل والقيمة والسلوك . والأخلاق في الإسلام قاسم مشترك على مختلف أوجه الحياة , سياسية واجتماعية وقانونية وتربوية. وغاية الأخلاق في الإسلام بناء مفهوم (( التقوى )) الذي يجعل أداء العمل الطيب واجباً محتماً ويجعل تجنب العمل الضار واجباً محتماً، ويجعل الخوف من الله أقوى .
  • فالقيم الأساسية في الإسلام ثابتة لا تتغير لأنها صالحة لكل زمان ومكان وإن الأخلاق والعقيدة والشريعة ليست من صنع الإنسان ولذلك فهي قائمة على الزمان ما بقي الزمان على اختلاف البيئات والعصور وإن الحق سيظل هو الحق لا يتغير.
  • ولذلك فإن أبرز قواعد الإسلام هو ( ثبات القيم ) وبالتالي (ثبات الأخلاق) وإن الالتزام الخلقي هو قانون أساسي يمثل المحور الذي تدور حوله القيم الأخلاقية فإذا زالت فكرة الالتزام قضي على جوهر الهدف الأخلاقي، ذلك انه إذا انعدم الالتزام انعدمت المسؤولية وإذا انعدمت المسؤولية ضاع كل أمل في وضع الحق في نصابه .
  • والإسلام يحمل قواعد نظرية أخلاقية متكاملة تقود إلى الفضائل في أحسن ما تكون عليه، وهذا ينبع من غاية رسالة الإسلام التي هي رحمة للعالمين.
    وفي النص القرآني نجد أن كلمة (خُلُق) قد وردت مرتين :
  • الأولى : في رد قوم هود عليه السلام عندما دعاهم لعدم التعلق بالدنيا والتطاول بالعمران، وأن يعبدوا الله فذلك أقوم وافضل لهم . فأجابوه وفق ما جاء في الآية الكريمة { إِنْ هَذَا إِلَّا خُلُقُ الْأَوَّلِينَ(137) } (الشعراء).
    فردهم هذا يتضمن مقولة مفادها : أن هذا الذي جئتنا به، هو سنة وعادة قوم سبقوك في الظهور، وادّعوا مثل دعواك.
    وفي تلمس معاني هذه الآية الكريمة يتبين لنا أن دعوة الأنبياء والرسل كانت دوما تعتمد خطاً واحدا في منهاجها الأخلاقي الذي يقود إلى صلاح المجتمعات، وصلاح الأفراد.
  • الثانية : في قوله تعالى : { وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ(4) }(القلم).
    جاء الخطاب من الله تعالى إلى النبي محمد صلى الله عليه ، وهو من كانت سيرته سنة يقتدى بها. وتؤكد كتب السيرة انه لم يكن لبشر ما كان ! للنبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم من الأخلاق، فقد كان أحسن الناس خلقاً.. وأكثرهم محبة ورأفة ورحمة.
    -فدلت الآية على أن المتصف بما في القرآن من مكارم الأخلاق أنه يكون على خلق عظيم وذلك لعظم ما في القرآن من مكارم الأخلاق , فمن ذلك قوله تعالى:{وَإِنْ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ إِلَّا أَنْ يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلَا تَنسَوْا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ(237)} (البقرة).
    فانظر ما في هذه الآية من الحض على مكارم الأخلاق من الأمر بالعفو والنهي عن نسيان الفضل.
    -وقال تعالى:{ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنْ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنْ تَعْتَدُوا وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ(2)} (المائدة).
    فانظر ما في هذه الآيات من مكارم الأخلاق والأمر بأن تعامل من عصى الله فيك بأن تطيع الله فيه. وقال تعال: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ -ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا(36)} (النساء).
    فهذه الآية تأمر بالإحسان إلى المحتاجين والضعفاء .

انواع القيم الاسلامية

انواع القيم الاسلامية
انواع القيم الاسلامية

تُعرف القيم الأخلاقية بأنّها: “قيم سلوكية تقتضيها الفطرة والشرع والعقل، لما لها من أثر كبير وخيّر”
كما يُمكن تعريف القيم الأخلاقية بأنّها: “مجموعة من القيم التي تُسهم في بناء المنظومة الأخلاقية لدى الفرد ومعارفه وسلوكه”
ومن القيم الأخلاقية ما يلي:

  • العدل العدل هو: الإنصاف وإعطاء صاحب الحق حقه، بالابتعاد عن التحيّز والظلم والعنصرية
    وللعدل فوائد وآثار عظيمة تعود على الأفراد والمُجتمع ككل، أبرزها رفع الظلم عن الأشخاص، وتعزيز ثقتهم بأنفسهم وبالآخرين، كما يخلق حالة من الطمأنينة والشعور بالراحة لديهم
    يقول الله تعالى -في كتابه الكريم: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}.
  •  الصدق يُعرف الصدق بأنّه: مُطابقة الكلام للواقع وهو عكس الكذب، والصدق يكون في النية أو القصد، والكلام والعمل، ومن نتائج الصدق أنه يبعث الهدوء النفسي والطمأنينة في نفس صاحبه ولدى من يتعامل معه، والبركة في الرزق، والنجاة من أي مكروه، ويكون موضع محبة واحترام من قبل الناس
    وقد أمر الرسول -صلى الله عليه وسلم- بالصدق فقال: “عليكُمْ بالصِّدقِ؛ فإنَّهُ مع البِرِّ، وهُما في الجنةِ”.
  •  الأمانة تُعرف الأمانة بأنها: كتمان السر، وإخلاص المشورة والعمل، وصدق التبليغ فيما كُلّف به، إنَّ مفهوم الأمانة من المفاهيم الواسعة، والذي يلعب دور كبير في تنظيم حياة الأفراد مع أنفسهم، ومع بعضهم البعض، ومع خالقهم أيضًا، ويُعد خلق الأمانة من الأخلاق السامية، والتي لا يكتمل إيمان الفرد إلا بها، سواء كان في التجارة أو غيرها.
    – ومن آثار الأمانة على الأفراد: أن تسود الثقة والطمأنينة بينهم، وصيانة الحرمات، القيام بالأعمال بإتقانٍ وإخلاص، الفوز برضا الله تعالى
    قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “لا إيمانَ لمن لا أمانةَ له”.
  •  التواضع إنَّ التواضع أصل الدين والروح، ويُعرف خلق التواضع بأنه: “الخضوع للحق والانقياد له”، أيضًا: “خفض الجناح ولين الجانب”، فهو من أعظم النعم التي أنعم بها الله عز وجل على الإنسان، يقول تعالى: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ}
    فالتواضع يرفع الإنسان بين الخلائق، ويجعله أكثر احترامًا بعينه وبعين الآخرين، كما يجعب السكينة والطمأنينة والرحمة يستوطنان قلبه.
  •  احترام الغير احترام الغير هو واجب حتمي على كل فرد، فلا يجوز التقليل من الآخرين ونبذهم، يقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ}،
    – ويعني احترام الغير: “تقبل الأشخاص كما هم عليه، على اختلافاتهم، فاحترام الآخرين يبني الثقة والأمان بين الناس، كما يُتيح للفرد أن يُعبر عن نفسه دون خوف أو تردد، وبذلك تسود المحبة بين أبناء المُجتمع الواحد.
  •  مساعدة الآخرين تعني مساعدة الآخرين: “التطوع بالوقت والمال والطاقة من أجل الآخرين”، حيث إن تقديم المساعدة للآخرين بأي شكلٍ من الأشكال يعزز سلامة وصحة الفرد، كما أنَّ الشخص الذي يُقدم مثل هذه المساعدة يكون مثال يُحتذى به لباقي الأفراد في المُجتمع، كما أنَّ مساعدة الآخرين تجعل الإنسان سعيدًا أكثر من غيره
    ويعين المرء في الآخرة أيضًا، فقد قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: “من نفَّس عن مؤمنٍ كربةً من كُرَبِ الدنيا نفَّس اللهُ عنه كُربةً من كُرَبِ يومِ القيامةِ”.
  • التقوى التقوى من أهم وأعظم القيم التي يجب أن يتحلى بها الإنسان المُسلم، ويُشير خلق التقوى إلى: “الخوف من الله تعالى باجتناب ما نهى عنه واتباع ما أمر به”، كما تُعرف التقوى بأنها: “حفظ النفس عمّا تؤثم وذلك بترك المحظور”، إنَّ التحلي بالتقوى وصية الله تعالى للبشر الأولين منهم والآخرين، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}
    – وللتقوى آثار وفوائد جليلة تعود على صاحبها، فهي تُلين القلوب، وتُجنب الإنسان عن الوقوع بالمعاصي، ونيل رضا الله تعالى والفوز بالجنة.
  •  الصبر يُعرف ابن القيم الصبر بأنّه: “حبس النفس عن الجزع والتسخط، وحبس اللسان عن الشكوى، وحبس الجوارح عن التشويش”، كما يعني الصبر عند الطبري: “منع النفس محابها، وكفها عن هواها”، ويُعد الصبر سيد الأخلاق، كما يُجزى صاحبه بالأجر والثواب العظيم من عند الله تعالى، كما يُعد أعظم الطرق وأنجحها حتى يحصل الإنسان على ما يُريد
    – يقول الله تعالى: {يَا أَيّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاة}.
    – الكرم الكرم يعني: “بذل العطاء من أجل الآخرين”، الكرم من الأخلاق العظيمة والتي تنعكس آثارها على صاحبها، فعندما يُعطى الإنسان دون مُقابل، سيُرد له هذا العطاء دون طلب، ونتيجة لذلك فإنَّ الكرم يُضفي إلى حياة الأفراد المُتعة والاحترام، وتقوية العلاقات الاجتماعية، بالإضافة إلى تعزيز الثقة ونشر الطمأنينة بين الأشخاص، كما يخلق السعادة في قلوب الآخرين عند تقديم شيء لهم مهما كان بسيطًا
    قال الله تعالى في كتابه الكريم: {وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ}.
  • العفو يُشير العفو إلى: “مُسامحة الآخرين وتجاوز زلّاتهم بطريقةٍ تؤدي إلى قصر دائرة الصراع”، كما يعني: “استبدال الاستياء والأذى بالشفاء”، عند العفو عن شخصٍ ما فإنَّ العفو سينعكس إيجابيًّا على الذي يعفو، فالعفو يكسر جميع الروابط السلبية تجاه شخصٍ ما، وعندما يتحلى الفرد بهذا الخلق سيُصبح أقوى، وقادر على مواجه التحديات والصعوبات التي قد تعتريه، كما يسمح العفو للفرد بالتركيز على الإيجابيات والابتعاد عن استنزاف الطاقة بالتفكير بالألم وكل ما هو سيء
    – قال تعالى: {وَأَن تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى}.
    – من واجب كل إنسان أن يسعى إلى التحلي بجميع أنواع القيم الأخلاقية السابقة؛ حتّى يستطيع أن يعيش حياة سويّة تسودها المحبة والطمأنينة، وأيضًا كسب رضا الله تعالى، لينعكس هذا الرضا في حياته بالتوفيق وتيسير الحاجات.

أقوال في القيم والمبادئ الإنسانية

أقوال في القيم والمبادئ الإنسانية
أقوال في القيم والمبادئ الإنسانية
  • يصبح الانسان عظيما بالقدر الذي يعمل فيه من اجل رعاية أخيه الانسان.
  •  إذا خانتك قيم المبادئ فحاول ألا تخونك قيم الرجولة .
  •  دعاة السلاطين يدعون إلى وحدة الجماعة، بينما يدعوا المعارضون إلى مبادئ العدالة والمساواة.
  •  انسان بلا مبادئ كساعة بلا عقارب.
  • المبادئ ليست شيئا ميتا يرقد في بطون الكتب، و لكنها شيء حي يسكن في كيانك دون أن تدري.
  • المبادئ ليست بذات قيمة في نظري بغير الاشخاص الذين يطبقونها بإخلاص ويؤمنون بها ويحرصون عليها.

اكتشاف المزيد من المحتوى العربي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات في بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

رجاء تعطيل مانع الاعلانات لاستكمال تصفح موقعنا المحتوى العربي لكم جزيل الشكر